المدرسة الموفقية
المدرسة الموفقية من معالم بغداد التاريخية، ولقد شيدها موفق الخادم، وسماها على أسمه، وذكرها ابن الساعي في حوادث عام 602هـ، عند ذكر ترجمة محمد بن الوزير أبي الفتح بن الداريح، أحد وزراء الناصر لدين الله المتوفي عام 602هـ، وصلى عليه في المدرسة النظامية، ثم دفن بالمدرسة الموفقية، إلى جنب قبر موفق الخادم، وكان قد أوقف جميع ما لديه من مال وأملاك على هذه المدرسة، وذكرها الإمام الذهبي في مختصر تاريخ ابن الدبيثي عند ترجمة أحمد بن الحسن بن سلامة بن صاعد المنبجي، ثم ابن الجوزي البغدادي، فقال: (درس بالموفقية التي بدرب زاخي).
ودرب زاخي تقع في شرقي مدينة بغداد، والتي تقع حالياً في شارع المتنبي المؤدي إلى مباني المحاكم المدنية قديماً والمسماة حالياً بمبنى القشلة، وبينهُ وبين الجانب الغربي جسر يصل بين جانبي بغداد في أواخر أيام الخلافة العباسية. وفوق رأسه من الجانب الغربي قصر عيسى عم أبو جعفر المنصور وحلة قصر عيسى ومصب نهر عيسى الآتي من الفرات.
ودرب زاخي هي منسوبة إلى الموفق بن عبد الله الخاتوني، نسبة إلى الخاتون الملكشاهية زوج الخليفة المستظهر بالله، لأنه كان مملوكها وتوفي بالمدرسة، وجاء ذكر هذه المدرسة في المنتظم لابن الجوزي البغدادي، وكذلك في كتاب (الجواهر المضية في فقهاء الحنفية) للقرشي، وكانت هذه المدرسة في مبنى القشلة الحالي (والذي كان موضع مديرية العقاري (الطابو) ووزارة العدل في العهد الملكي).