كربلاء
كربلاء مدينة تقع في وسط العراق. تعتبر أحد المدن المقدسة لدى الشيعة , يرقد فيها الامام الحسين بن علي بن ابي طالب,و حدثت فيها واقعة الطف الشهيرة بين انصار الامام الحسين بن علي ،وبين جيش الدولة الاموية في عهد يزيد بن معاوية بن ابي سفيان . وقد أنتهت هذه المعركة بإستشهاد الإمام الحسين بن علي و من معه من أنصاره أهل بيته.
زار كربلاء ملايين الزوار في 2009 من العراق ولبنان والبحرين وسوريا والهند وباكستان وإيران والكويت وبعض الدول الأخرى.
التسمية
في اللغة العربية ذكر ياقوت الحموي في المعجم كربلاء بالمد حول اشتقاقه من كربله رخاوة في القدمين ، جاء يمشي مكربلا ، وعلله لرخاوة أرضها وتربتها ونقاء حنطتها واستشهد والكربل اسم نبت الحماض, وعلى ما ذكره مؤلف ( دبستان المذاهب ) يطلقون لفظة بـ ( كار بالا ) ومعناه الفعل الفوقي أو العلوي ، فعرب بكربلاء
و قيل تسمية كربلاء تعود في جذورها إلى العهد البابلي, وهي مشتقة من "كرب أي مصلى, و "آل" أي الإله عند الآراميين الساميين، آي يكون معناها مصلى الإله كما ذكر ذلك الدكتور مصطفى جواد, وقيل كور بابل التي ترجع اليها التسمية ومن المحتمل ان المسلمين خففوا لفظ كربلا من كور بابل وهذا الكلام يقال أنه صحيح وهو عاري من الصحة وتسمى كربلاء أيضا بأسماء أخرى قبل استشهاد الحسين بن علي () واصحابه وعدد من اهل بيته تسمى :- الغاضرية، نينوى ،عقر
الموقع
تقع المدينة على بعد 105 كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة العراقية بغداد ، على حافة الصحراء في غربي الفرات وعلى الجهة اليسرى لجدول الحسينية . و تقع المدينة على خط طول 44 درجة و40 دقيقة وعلى خط عرض 33 درجة و31 دقيقة ، ويحدها من الشمال محافظة الانبار ومن الجنوب محافظة النجف ومن الشرق محافظة الحلة وقسم من محافظة بغداد ومن الغرب بادية الشام واراضي المملكة العربية السعودية كربلاء…هي بالاصل كرب ايل…اي قرية الاله في البابلية.
التاسيس
يعود تاريخ المدينة إلى العهد البابلي وكانت هذه المنطقة مقبرة للنصارى قبل الفتح الإسلامي، ويرى بعض الباحثين ان كلمة كربلاء يعني (قرب الاله) وهي كلمة اصلها من البابلية القديمة، ورأى بعضهم ان التوصل إلى معرفة تاريخ (كربلاء) القديم قد يأتي من معرفة نحت الكلمة وتحليلها اللغوي فقيل انها منحوتة من كلمة (كور بابل) العربية بمعنى مجموعة قرى بابلية قديمة، منها نينوى القريبة من سدة الهندية، ومنها الغاضرية، وتسمى اليوم (اراضي الحسينية)، ثم كربلاء أو عقر بابل ثم النواويس، ثم الحير الذي يعرف اليوم بالحائر إذ حار الماء حول موضع قبر الإمام الحسين عندما امر المتوكل العباسي بهدم وسقي القبر، ويرى اخرون ان تاريخ كربلاء يعود إلى تاريخ مدن طسوح النهرين الواقعة على ضفاف نهر بالاكوباس (الفرات القدي زطم) وعلى ارضها معبد قديم للصلاة، ان لفظ كربلاء مركب من الكلمتين الاشوريتين (كرب) أي حرم و(أيل) أي الله ومعناهما (حرم الله)، وذهب آخرون إلى انها كلمة فارسية المصدر مركبة من كلمتين هما (كار) أي عمل و(بالا) أي الأعلى فيكون معناهما (العمل الأعلى)، ومن اسمائها (الطف) ويحتمل ان كلمة كربلاء مشتقة من الكربة بمعنى الرخاوة، فلما كانت أرض هذا الموضع رخوة سميت كربلا... أو من النقاوة ويقال كربلت الحنطة إذا هززتها ونقيتها. فيجوز على هذا أن تكون هذه الأرض منقاة من الحصى والدغل فسميت بذلك. والكربل اسم نبت الحماض، فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبت يكثر وجوده هناك فسميت به.
التوسعة والاعمار
في 12 محرم عام 61 هـ بدا تاريخ عمران مدينة كربلاء بعد واقعة الطف بيومين حيث دفن علي بن الحسين زين العابدين بمساعدة بنو أسد رفات أبيه الحسين واخيه العباس وصحبه.
سنة 247 هـ اعاد المنتصر العباسي بناء المشاهد في كربلاء وبنى الدور حولها بعد قتل ابيه المتوكل الذي عبث بالمدينة وهدم مافيها، ثم استوطنها أول علوي مع ولده وهو السيد إبراهيم المجاب الضرير الكوفي بن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم.
سنة 372 هـ شيد أول سور للحائر وقد قدرت مساحته 2400 م2.
سنة 412 هـ اقام الوزير (الحسن بن الفضل بن سهلان الرامهرمزي) السور الثاني للمدينة، ونصب في جوانبه أربعة أبواب من الحديد.
سنة 941 هـ زار الشاه إسماعيل الصفوي كربلاء وحفر نهراً دارساً وجدد وعمر المشهد الحسيني.
سنة 953 هـ أصلح سليمان القانوني الضريحين فاحال الحقول التي غطتها الرمال إلى جنائن.
في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي زار أحد ملوك الهند كربلاء (بعد حادثة سنة 1216 هـ) وبنى فيها اسواقا جميلة وبيوتا ،اسكنها بعض من نكبوا، وبنى سورا منيعا للبلدة.
سنة 1217 هـ تصدى السيد علي الطباطبائي (صاحب الرياض) لبناء سور المدينة الثالث بعد الغارة وجعل له ستة أبواب عرف كل باب باسم خاص.
سنة 1860 م تم ايصال خطوط التلغراف واتصال كربلاء بالعالم الخارجي.
في سنة 1285 هـ 1868 م وفي عهد المصلح (مدحت باشا) بنيت الدوائر الحكومية، وتم توسيع وإضافة العديد من الأسواق والمباني، وهدم قسماً من سور المدينة من جهة باب النجف، واضاف طرفاً اخر إلى البلدة سميت بمحلة (العباسية). سنة 1914 م وبعد الحرب العالمية الأولى انشئت المباني العصرية والشوارع العريضة وجففت اراضيها وذلك بإنشاء مبزل لسحب المياه المحيطة بها.
بعد سقوط نظام صدام حسين في 9/4/2003م عادت الشرعية لعتبات كربلاء المقدسة حيث تشكلت اللجنة العليا لإدارة العتبات المطهرة وفي كربلاء المقدسة(بعضوية العلامة المرحوم السيد محمد الطباطبائي والعلامة السيد أحمد الصافي والشيخ عبد المهدي الكربلائي)بأمر من المرجعية العليا في النجف الأرشف وبتصريح خطي وقعه آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني ومراجع النجف الأشرف آيات الله العظام السيد محمد سعيد الحكيم والشيخ محمد إسحاق الفياض والشيخ بشير النجفي، حيث أنجزت العشرات من المشاريع العملاقة في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بحيث أنها تعادل خلال سبع سنوات من العمل ما اُنجز فيهما خلال 4 قرون على الأقل قبل ذلك، وذلك من قبل اللجنة ومن بعدها الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين (التي خلفت اللجنة في إدارتهما بعد صدور القانون الرسمي والشرعي دينيا ودستوريا ذي الرقم 19 لسنة2005م)
إنجاز مشروع تذهيب ماذن الإمام الحسين وزيادة طولهما في حزيران 2008م من قبل قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة.
إنجاز مشروع تذهيب ماذن أبي الفضل العباس في ذكرى مولده 4شعبان 1431هـ الموافق 17/7/2010 بالذهب المطعم بالمينا ولأول مرة في العراق ومن قبل شركة عراقية وبإشراف قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة.
مجزرة عام 1906
في سنة 1906 م فرضت الحكومة المحلية في كربلاء على القادمين من بلاد فارس ضرائب خاصة فأعلن الإيرانيون إحتجاجهم على تلك الضرائب وتذمرهم منها. وقد كان يشجعهم على هذا لاحتجاج نائب القنصل البريطاني في كربلاء محمد حسن خان القندهاري. وقد تجمع المحتجون بالقرب من دار القنصلية وهم في حالة الالتجاء على غرار ماحدث في بلاد فارس في ذلك العام ففرشوا البسط في الشارع وعلقوا خياما على الجدران ليستظلوا بها من ظل الشمس. وقد حاول متصرف كربلاء رشيد بك الزهاوي بإقناع المعتصمين بطرق شتى ولكن محاولاته لم تجد نفعا أمام إصرار اللمعتصمين بتنفيذ مطالبهم وبعدها وجهت إليهم الحكومة ثلاث إنذارات متعاقبة وقد حلت نهاية الإنذار الثالث في منتصف ليلة القدر من شهر رمضان سنة 1324 هجري الموافق 10 تشرين الثاني لسنة 1906 م. فأحاط الجنود العثمانيون بالمعتصمين ووجهوا عليهم رصاص بنادقهم وقد قتل في ذلك اليوم حوالي 70 قتيلا من المعتصمين وعدد كبير من الجرحى. ذهب السيد علي الشهرستاني وهو أحد علماء كربلاء إلى القنصل الإيراني في بغداد ليخبره بما جرى وبعدها وصل إلى كربلاء خبراء أرسلهم القنصل البريطاني من بغداد للتحقيق في الحادث وعند ثبوت حدوث المجزرة بحق المعتصمين قررت الحكومة العثمانية عزل والي بغداد عبد المجيد بك.
عشائر كربلاء
بنو أسد بن خزيمة
هم أنصار الحسين وهم من دفنوا الإمام الحسين وهي أول قبيلة بايعت علي بن أبي طالب وأصبحت من شيعتة بنو أسد بن خزيمة قبيلة عربية قديمة من قبائل مضر من العدنانية، سكنت وسط الجزيرة العربية في نجد قبل الإسلام، وشاركت في حروب الردة، قبل أن تنزح إلى العراق زمن الفتوحات. وقد صار لبني أسد دور مهم في تاريخ العراق وما زال لهم بقية في جنوب العراق اليوم ويشكلون نسبة كبيرة من سكان مدينة كربلاء ويتواجدون غرب مدينة كربلاء في عين التمر.
المعالم
تبلغ مساحة مدينة كربلاء نحو 52856 كم مربعا وأرضها رخوة نقية (منقاة من الحصى والدغل) تحيط بها البساتين الكثيفة ويسقيها ماء الفرات، وثمة طريقان يؤديان إلى المدينة المقدسة، طريق تربطها بالعاصمة بغداد مرورا بمدينة المسيب وطولها 97 كم وطريق آخر تصلها بمدينة النجف الاشرف المقدسة وأيا كان السبيل الذي يسلكه المسافر فإنه سيتجه إلى مرقد الإمام الحسين (ع) ومثوى شهداء الطف الكرام، فلابد له في كلتا الحالتين من المرور بطريق مخضرة تحفها بساتين الفاكهة ومزارع النخيل الكثيفة، وفي عام 2007 زار كربلاء أكثر من 10 ملايين مسلم لزيارة الإمام الحسين. وتقسم المدينة من حيث العمران إلى قسمين يسمى الأول « كربلاء القديمة » وهو الذي أقيم على أنقاض كربلاء القديمة، ويدعى القسم الثاني « كربلاء الجديدة » والبلدة الجديدة واسعة البناء ذات شوارع فسيحة وشيدت فيها المؤسسات والأسواق والمباني العامرة والمدارس الدينية والحكومية الكثيرة، ويصل المدينة الخط الحديدي الممتد بين بغداد والبصرة بفرع منه ينتهي بسدة الهندية طوله 36 كم وتربطها بالعاصمة وبسائر الأطراف طرق مبلطة حديثة.
مدارسها الدينية
- المدرسة الحسينية
- المدرسة الجعفرية
- المدرسة الاحمدية
- المدرسة الفيصلية
- المدرسة الرضوية
- مدرسة الامام الباقر
- مدرسة المجاهد
- مدرسة البادكوبة
- مدرسة الحاج عبد الكريم
- مدرسة البقعة
- مدرسة السليمية
- مدرسة الهندية الكبرى
- مدرسة الهندية الصغرى
- مدرسة ابن فهد الحلي
- مدرسة المهدية
- مدرسة البروجردي
- مدرسة شريف العلماء المازندراني
- مدرسة الخطيب
- مدرسة الامام الصادق
- مدرسة الحسينية
- مدرسة السردار حسن خان