حرب الخليج الاولى

حرب الخليج الأولى أو الحرب العراقية الإيرانية ، أطلق عليها من قبل الحكومة العراقية اسم قادسية صدام بينما عرفت في إيران باسم الدفاع المقدس ، هي حرب نشبت بين العراق وإيران بعد عبور الوحدات البرية العراقية الحدود المشتركة مع ايران في 22 سبتمبر 1980 هذه الحدود التي أصبحت مسرح أطول حرب في القرن العشرين و واحده من أكثرها دموية ، أدت الحرب إلى مقتل ما يقارب المليون إنسان وخسائر مالية قدرت بحوالي 400 مليار دولار أمريكي وقد أثرت الحرب على المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وكان لنتائجها بالغ الأثر في العوامل التي أدت إلى حرب الخليج الثانية والثالثة.

سياسياً شهدت سنة 1979 حدثين بارزين في العراق وإيران هما وصول الإمام الخميني إلى السلطة في إيران بعد نجاح الثورة الإسلامية ، و وصول الرئيس العراقي صدام حسين إلى هرم السلطة في الجمهورية العراقية بعد أن أستقال الرئيس البكر.

الاسباب

حرب الخليج الاولى
ترجع أصول الخلافات العراقية-الإيرانية إلى الخلافات الناشئة حول ترسيم الحدود بين البلدين وقد بقيت هذه الخلافات مشكلة عالقة في العلاقات الإيرانية العراقية لا سيما حول السيادة الكاملة على شط العرب.

في سنة 1969 ألغى شاه إيران محمد رضا بهلوي من جانب واحد اتفاقية الحدود المبرمة بين إيران والعراق سنة 1937 وطالب بأن يكون خط منتصف النهر هو الحد ما بين البلدين ، في 1971 احتلت البحرية الإيرانية الجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وقطعت العراق علاقاتها بإيران في ديسمبر 1971، وشملت الخلافات أيضا أحتلال إيران المناطق الحدودية وهي قوس الزين وبير علي و الشكره ، في 1972 بدأ الصدام العسكري بين إيران والعراق وازدادت الأشتباكات على الحدود وزاد نشاط الحركات الكردية المسلحة في الشمال، بعد وساطات عربية وقعت العراق وإيران اتفاق الجزائر سنة 1975 واعتبر على اساسه منتصف النهر في شط العرب هو خط الحدود بين إيران والعراق ، تضمن الاتفاق كذلك وقف دعم الشاه للحركات الكردية المسلحة في شمال العراق.

عند وصول صدام حسين لرأس السلطة في العراق سنة 1979 كان الجيش الإيراني جيشا من أقوى جيوش المنطقة على الرغم من الهيكلة وتعرض القياديين السابقين في الجيش إلى حملة اعتقالات بعد وصول الثورة الإسلامية إلى سدة الحكم في إيران. في 17 سبتمبر 1980 أعلن الرئيس العراق صدام حسين عن إلغاء اتفاقية الجزائر لسنة 1975 التي وقعها بنفسه مع شاه إيران حينما كان نائباً للرئيس العراقي آنذاك، واعتبر العراق شط العرب كاملاً جزءاً من المياه الإقليمية العراقية.

كما وأعلن الرئيس العراقي صدام حسين أن مطالب العراق من حربه مع إيران هي: الاعتراف بالسيادة العراقية على التراب الوطني العراقي ومياهه النهرية والبحرية، و إنهاء الاحتلال الإيراني لجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى في الخليج العربي عند مدخل مضيق هرمز، وكف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.

قوى العسكرية

العـــــــــــــراق

ضمت القوات المسلحة العراقية سنة 1980 على مايقارب 212.000 ألف فرد في صفوف القوات المسلحة العراقي في القوة البرية والقوة الجوية والقوة البحرية و تتواجد بجانب القوات المسلحة قوات شبه عسكرية ممثلة بالجيش الشعبي.

الجيـــــــــــــش

يضم الجيش 190.000 جندي بمجوع إجمالي 36 لواء في 11 فرقة عسكرية منها 4 فرق مدرعة و 7 فرق مشاة آلية إضافة إلى 3 ألوية قوات خاصة،و تشمل كل فرقة عراقية على أفراد يتراوح عددهم من 11.000 إلى 12.000 فرد وتتألف كل فرقة من 3 ألوية أغلب معدات الجيش العراقي هي من طرازات سوفيتية، وتقدر دبابات القتال الرئيسية بحوالي 1740 دبابة من طراز تي-55 و تي-62 والقليل من دبابات تي-72.

تسلمت العراق مابين 1970 إلى 1979 من المدرعات 250 مدرعة بي تي أر-50 و250 مدرعة بي تي أر-60 و200 مركبة بي إم بي-1 و 100 قانصة دبابات بي أر دي إم-2. ومن الدبابات 700 دبابة تي-62 و 300 دبابة تي-55 و 50 دبابة تي-72 ، وقد وكان من المقرر أن تصل إلى العراق المزيد من دبابات تي-72 بحراً إلى إلا انها عادت أدراجها فور نشوب الحرب وفرض موسكو حظر سلاح على العراق.

القــــــــوة الجوية

ضمت القوة الجوية العراقية ما يقارب 18,000 فرد ، أغلب طائرات القوة الجوية العراقية هي من طرازات سوفيتية.

في 1976 طلبت العراق من فرنسا 36 طائرة ميراج إف1 ضيف إلي هذا العدد 24 طائرة ميراج إف1 إضافية سنة 1979.

وتسلمت القوة الجوية العراقية خلال الفترة مابين 1977 إلى 1979 من الاتحاد السوفيتي 70 طائر ميج-23 و 20 مروحية مي-24 ومن فرنسا 10 طائرات غازيل عمودية بصواريخ هوت مضادة للدروع من فرنسا.

في عام 1980 كان لدى القوة الجوية العرقية 5 أسراب أعتراضية كلها مجهزة بطائرات ميج-21 و 14 سرب هجوم أرضي منها 4 أسراب ميج-23بي و3 أسراب سوخوي-7بي و4 أسراب سوخوي-20 وسرب طائرات هوكر هنتر وسرب إليوشن-28 وسرب توبوليف تو-22 تضم الأسراب 115 طائرة ميج-21 و 80 طائرة ميج-23بي و 40 طائرة سوخوي-7بي و 60 طائرة سوخوي-20 و 15 طائرة هوكر هنتر 10 طائرات إليوشن-28 و12 طائرة توبوليف تو-22 بمجموع 332 طائرة.

قوة الدفاع الجوي تتألف من 10.000 فرد ومجهزة بمنظومات الدفاع جوي تضم 50 بطارية صواريخ من سام 2 و سام 3 و سام 6 وصواريخ كورتل إضافة إلى المدافع المضادة للطائرات.

إيــــــــــــــران

قبل سقوط الشاه سنة 1979 كانت الجيش الإمبراطوري الإيراني يتألف من 415.000 فرد منهم 285.000 يخدمون بالقوات البرية و 100.000 في سلاح الجو و 30.000 في البحرية، بعد الثورة الإسلامية في إيران خفضت أعدد القوات المسلحة إلى 240.000، ليبلغ عدد الجيش 150.000 وسلاح الجو إلى 70.000 والبحرية إلى 20.000، وإلى جانب الجيش استحدثت الجمهورية الإسلامية قوة مسلحة جديدة عرفت باسم الحرس الثوري.

الجــــــــــــيش

تضم القوات البرية الإمبراطورية 150.000 فرد في 33 لواء يشكلون 10 فرق عسكرية منها 4 فرق مدرعة و 5 فرق مشاة وفرقة فرسان جو إضافة إلى 3 ألوية قوات خاصة. أغلب معدات الجيش الإيراني كانت أمريكية وبريطانية الصنع، وقد ضمت هذه المعدات 450 دبابة إم-60 باتون إضافة إلى 400 دبابة M-47 باتون تسلمتها إيران في نهاية الخمسينيات وجرى تحديثها مابين 1970-1972 .

وخلال السبعينيات حتى سنة 1979 كان الجيش الإيراني قد تسلم من بريطانيا ما مجموعه 894 دبابة قتال رئيسية من نوع تشفتين و 250 دبابة سكوربيون بريطانية.

مدرعات الجيش الإيراني تشمل 325 مدرعة إم 113 و 270 بي تي أر-50 و 300 بي تي أر-60 طلبتها إيران سنة 1966 وسلمت مابين 1967 و 1968 ، كما أمتلك الجيش الإيراني مخزونا كبيرا من قواذف الصواريخ الموجهة المضادة للدروع بي جي إم-71 تاو و دراجون .

ســــــــــلاح الجـــــــــو

شاه إيران محمد رضا بهلوي مع قادة سلاح الجو الإيراني

في بداية 1979 كانت القوات الجوية الإيرانية تضم 100,000 فرد، منهم 5.000 طيار وما لا يقل عن 520 طائرة حديثة و حوالي 100 طائرة نقل العمود الفقري لسلاح الجو الإيراني كانت طائرات إف - 4 فانتوم حوالي 225 طائرة جرى تسليم أول دفعة مكونة من 32 طائرة F-4D مابين 1968 و 1970 ومن الفئة الأحدث F-4E تسلم سلاح الجو 177 طائرة مابين 1971 و 1978 إضافة إلى 16 طائرة RF-4E استطلاع .

كذلك جرى تسلم 166 طائرة نورثروب إف-5 و 15 طائرة استطلاع إف-5 ما بين 1974 و 1976 ، وفي بداية 1976 وصلت إلى إيران أولى دفاعات طائرة إف - 14 توم كات وإجمالي ما سلم قبل الثورة الإسلامية 79 طائر.

ويتواجد في إيران 10 مطارات عسكرية في طهران و أصفهان و شيراز و تبريز و بندر عباس و بوشهر و ديزفول و جاهبار واغاجري، بمجموع 12 سرب لطائرات إف - 4 فانتوم و 11 سرب لطائرات نورثروب إف-5 و 4 أسراب لطائرات إف - 14 توم كات .

المروحيات الهجومية هي 205 طائرة عمودية من إيه إتش-1 كوبرا كما ضم سلاح الجو الإيراني إلى أنظمة الدفاع الجوي المؤلفة من بطاريات صواريخ إم آي إم-23 هوك وحوالي 1800 مدفع مضاد للطائرات.

البحــــــــــرية

البحرية الإيرانية ضمت 30.000 فرد وهي تضم 3 مدمرات اثنتان أمريكيتان و واحدة بريطانية و 4 فرقاطات من فئة فوزبر مارك 5 وعدة زوارق صواريخ فرنسية "كومباتانت II" وسفن ألغام وعدة عبارات هوفر كرافت.

القــــــــــوى الاقتصـــــــــادية

العـــــــــــراق

ميناء البكر

بلغ عدد سكان العراق سنة 1980 حوالي 13 مليون نسمة ,وهو ما يشكل ثلث عدد سكان إيران آنذاك، خلال الحرب إزدادت أعداد العمال الوافدين إلى العراق لاسيما المصريين إذ بلغت أعدادهم أثناء الحرب قرابة الثلاثة ملايين وجند العراق منهم مايقارب 30,000 جندي بينما ساعد العدد الباقي وهو يزيد عن المليونين في توفير عدد مماثل من العراقيين للعمل في المجهود الحربي.

تتمثل صادرات العراق في غالبها من النفط، وقبيل اندلاع الحرب كانت صادرات النفط من العراق تبلغ 3.3 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال سنتي 1979 و 1980 ،منهم 2.9 مليون برميل يصدرون عبر الخليج العربي عن طريق موانئ البكر وخور العمية والباقي يصدر عن طريق خط أنابيب كركوك-جيهان. العائدات المالية من تصدير النفط أرتفعت بعد تأميم النفط وزيادة سعره من 1 مليار دولار أمريكي سنة 1972 لتصل إلى 21 مليار سنة 1979 و 25 مليار دولار في الشهور التسعة الأولى من سنة 1980 ،هذه العائدات تقلصت لتترواح مابين 9 إلى 10 مليار دولار سنويا خلال سنتي 1981 و 1982 بعد نشوب الحرب في سبتمبر تعرضت منشئات تصدير النفط في ميناء البكر وخور العمية للقصف الأمر الذي تسبب في تقلص صادرات النفط عبر الموانئ العراقية في الخليج العربي في حين اعتمد بشكل رئيسي على صادرات النفط عبر خط أنابيب كركوك-جيهان التي بلغت 650.000 برميل يوميا وكما كان ينقل من 60.000 إلى 80.000 برميل يوميا عبر الأردن بالشاحنات وخلال تلك الفترة بلغ متوسط صادرات العراق من النفط سنة 1981 حوالي 0,99 مليون برميل يوميافي ديسمبر 1981 أعيد تشغيل خط أنابيب كركوك-بانياس بطاقة 350,000 يومياً لكن سوريا أعادت أغلاقه في 10 إبريل 1982 في سنة 1982 كان معدل التصدير بالمتوسط حوالي 0,97 مليون برميل نفط يوميا.

في 1983 بقي متوسط تصدير النفط أقل من مليون عند 0,92 مليون برميل ولتجنب كارثة اقتصادية تحل بالعراق بعد أن تقلصت قدرتها التصديرية من النفط ورفض إيران للطلبات العراقية المتكررة لوقف إطلاق النار فقد تم تمويل الحكومة العراقية خلال سنوات الحرب التالية من قبل البلدان الصديقة تمثل ذلك التمويل بقروض مالية ميسرة وأسلحة يحول ثمنها إلى قروض ، القسم الاكبر من القروض للكويت حوالي 17 مليار و 20 مليار من دول من الخليج العربي و9 مليارات دولار من الاتحاد السوفيتي و 4 مليارات دولار من فرنسا .

في الربع الأول من سنة 1987 قدر الدين الخارجي للعراق بـ 50 إلى 80 مليار دولار وحتى البنك المركزي العراقي الذي كان يملك عشية الحرب 35 مليار دولار كاحتياطي نقد أجنبي أستنفدت أرصدته في السنة الثالثة للحرب، في نهاية الحرب قدر الضرر الذي حل بالعراق جراء الحرب بـ 67 مليار دولار.

إيـــــــــــــــــران

قبيل اندلاع الحرب العراقية الإيرانية كان عدد سكان إيران يبلغون الـ 39 مليون نسمة، وعلى غرار العراق يشكل النفط غالب صادرت الجمهورية الإسلامية، وقد بلغ متوسط إنتاج إيران من النفط في الشهور الـ 12 التالية من مارس 1979 3.4 مليون برميل يوميا يصدر منه 2.6 مليون برميل يومياً ، انخفض هذا المعدل في السنة المالية 1980/1981 حوالي 57% ليصل الإنتاج إلى 1.48 مليون يوميا يصدر منه 762,000 برميل يوميا في المتوسط ، عشية اندلاع الحرب العراقية في سبتمبر 1980 كان متوسط التصدير اليومي 700.000 برميل أنخفض هذا المعدل إلى 200.000 لـ 100.000 برميل بعد أن ضرب سلاح الجو العراقي جزيرة خارج الإيرانية التي يصدر منها النفط الإيراني.

في فبراير 1981 بعد إصلاح الأضرار التي أصابت جزيرة خارج النفطية صرحت مصادر رسمية أن صادرات البلاد من النفط قد بلغت 1.5 برميل يوميا أي ضعف ما كان قبل الحرب المصادر النفطية في الغرب تقدر حجم التصدير الحقيقي بما يقارب المليون برميل ، في النصف الأول من السنة المالية 1981/1982 بلغ متوسط تصدير النفط 1.000.000 برميل إلى 1.100.000 برميل يوميا في النصف الثاني من الفترة تراوح ما بين 500.000 برميل إلى 700.000 برميل بمتوسط 830.000 للسنة 1981/1982. في شتاء 1982 أعلنت إيران عن نيتها زيادة إنتاجها النفطي إلى 3.000.000 برميل في تلك الفترة كان إنتاج إنتاج إيران قد وصل إلى 2.500.000 برميل منه 700.000 للإستهلاك المحلي.

معامل تكرير النفط الإيرانية تأثرت بالحرب لاسيما مصفاة عبادان التي دمرت في 22 سبتمبر 1980 وهي تعد أكبر مصافى النفط بالعالم إذ كانت المصفاة على مرمى نيران المدفعية العراقية ،وقبل بداية الحرب كانت طاقة المصفاة التكريرية تصل إلى 630.000 برميل من النفط يومياً وهو ما يعادل 65% من الطاقة التكريرية للنفط في جمهورية إيران ، قدرت الحكومة الإيرانية الأضرار الأقتصادية للحرب على الإقتصاد الإيراني بحوالي 450 مليار دولار شملت الأضرار التي أصابت البنى التحتية والخسارة من فاقد الإنتاج دون احتساب النفط .

الحــرب

1980

بعد اشتباكات حدودية متقطعة في مايو-أغسطس 1980، أشتدت حدت الإشتباكات الحدودية في شهر سبتمبر ، في 10 سبتمبر أعلنت العراق عن تحريرها عدة قرى حدودية من الجيش الإيراني ، في 17 سبتمبر أعلن الرئيس العراقي عن ألغاء اتفاقية الجزائر 1975 وسيادة العراق عن كامل أراضية ، لتعبر بعدها في 22 سبتمبر التشكيلات البرية العراقية الحدود المشتركة مع ايران التي سوف تصبح مسرح أطول حرب في القرن العشرين وأكثرها دموية في الشرق الاوسط.

دولياً أثارت أنباء تصاعد حدة الأشتباكات بين العراق وإيران والصراع الدائر حول شط العرب مخاوفاً من تأثر أمدادات النفط العالمية لاسيما كون العراق وإيران من أكبر مصدري النفط في العالم كما أثارت مخاوفا من أمتداد نطاق الحرب في الخليج العربي أحد أكثر مناطق العالم ثراءاً بالنفط وهو ما عبرت عنه مجلة التايم الأمريكية في اصدارها في 6 اكتوبر 1980 ببرميل ببرميل نفط ينفجر ويشعل منطقة الخليج العربي التي رسمت في وسط البرميل.

الضربـــــــــــــــــه الجويــــــــــــــه

قبيل الهجوم البري خططت القيادة العسكرية العراقية لشن ضربة جوية تهدف إلى تحييد سلاح الجو الإيراني على الأرض وتمهيد الطريق للقطاعات البرية للعبور إلى داخل العمق الإيراني محاكاة للنجاح الذي حققه الطيران الإسرائيلي في حرب 1967 و الطيران المصري في 1973.

وطبقاً للخطة شنت الطائرات العراقية هجومها في ظهيره يوم 22 سبتمبر على مجموعة من الأهداف الإيرانية على شكل موجتين من المقاتلات والقاذفات ضمت الموجة الأولى على ما لا يقل عن 192 طائرة والأخرى 60 طائرة أغارت على 8 قواعد جوية لسلاح الجو الإيراني إضافة إلى 4 مطارات و 4 منشئات عسكرية للجيش الإيراني ، في العاصمة الإيرانية طهران وصلت 3 طائرات ميج-23 عراقية إلى هدفها وهو مطار مهرآباد في العاصمة ، الطائرات الثلاثة كن من أصل 6 طائرات أرسلت للهجوم، دمر خلال الغارة طائرة إف-4 فانتوم كانت بالمطار.

لم تحقق الضربة الجوية أهدافها المخططاً لها ، فقد كانت الأضرار بسيطة نسبيا فعلى عكس حرب 1973 كان الطيران المصري مزوداً بمواقع تمركز القوات الإسرائيلية في سيناء بفضل صور الأقمار الصناعية السوفيتية و صور طائرات الاستطلاع ميج-25 ولم يتوافر ذلك للطيران العراقي، كما كان العتاد المستخدم في الهجوم خفيفا لأسباب تتعلق بمشاكل مدى الطيران وقدرة الطائرة على الحمولة، بالإضافة إلى أن الطائرات الإيرانية كانت في منشئات دفاعية مقواة.

في 23 سبتمبر أفرج الرئيس الإيراني أبو الحسن بني صدر عن ضباط سلاح الجو المعتقلين، وأرسل بعضهم فوراً للإلتحاف بوحداتهم بينما البعض أدخل دورات تعليمية للتعرف على جرائم الشاه ونظامه.

الهجـــــــــــــوم البري

بعد الضربة الجوية دفع الجيش العراقي وحداته عسكرية إلى الأراضي الإيرانية على أمتداد جبهة بطول 800 كيلو متر.

وقسمت الجبهة إلى 3 مناطق عسكرية:

- المنطقة الشمالية ومركز قيادتها كركوك بها 5 فرق (فرقة مدرعة وفرقة مشاة آلية وفرقتان مشاة وفرقة مشاة جبلية)

- المنطقة الوسطى ومركز قيادتها بغداد وبها 3 فرق (فرقتان مدرعتان و فرقة مشاة + لواء حرس جمهوري)

- المنطقة الجنوية ومركز قيادتها الناصرية وبها 3 (فرقتان آليتان وفرقة مدرعة)

في المنطقة الجنوبية شن الجيش العراقي هجوماً بفرقتين مشاة آلية وفرقة مدرعة على خوزستان التي تتمركز فيها الفرقة المدرعة الإيرانية 92،و أستطاعت الفرق العراقية بناء الجسور على شط العرب والتقدم شرقا، كما كانت قد أكملت عبورها لنهر قارون في 11 أكتوبر في 24 أكتوبر سقطت المحمرة بيد القوات العراقية تلتها مدينة عبادان في نوفمبر أكملت القوات العراقية تقدمها في هذا القطاع حتى توقفت قبالة مدينتي ديزفول و الأهوار.

بالقطاع الأوسط شن الجيش العراقي بفرقة مدرعة وأستولى على مدينتي مهران وجيلان ، واحتلت قوات القطاع الشمالي المكونة من فرقة مدرعة وفرقة مشاة على مدن سومار وقصر شيرين.

وبذلك سيطرة القوات العراقية على شريط حدودي بطول 800 كم من قصر شيرين شمالاً حتى المحمرة جنوباً بعمق يتراوح من 20-60 كم.

في بداية أكتوبر عرض مجلس الأمن أقتراحاً لوقف إطلاق النار رفضته إيران نفذ الجيش الإيراني بتنفيذ عملية إبرار على ميناء البكر النفطي بجنوب البصرة في 7 نوفمبر إلا أن القوات العراقية تمكنت من أسترجاع الميناء في اقل من 24 ساعة.

في 7 نوفمبر أعلن الرئيس العراقي عن وقف تقدم قواته وان العراق سيحتفظ بالأراضي الإيرانية المستولى عليها وان الجيش سينتهج استراتيجية دفاعية.

في نوفمبر سارعت القوات الإيرانية بتنظيم صفوفها، فأرسلت في هذا الشهر 200.000 جندي إلى الجبهة و 100.000 من الحرس الثوري الإيراني.

1981

في بداية يناير 1981 اكملت القوات الإيرانية استعداداتها بعد ان قضت شهر ديسمبر في تعزيز قواتها في الجبهة حيث سحبت قواتها من باقي مناطق إيران، كان تخطيط العملية العسكرية يتضمن دفع الفرقة المدرعة 92 مع الفرقة المدرعة 16 للتعامل مع القوات العراقية في ضواحي سوسنكر (الخفاجية).

خطط للهجوم بشكل سيئ وعشوائي دفعت القوات الإيرانية في ليلة 4-5 يناير دباباتها بعدد غير كافي من مشاة مما عرضها لهزيمة كبيرة. ساندت الفرقة 77 مشاة من الجيش الإيراني الهجوم إلا انها اصدمت بالفرقة الخامسة مشاة آلية العراقية. خسر لإيرانيون 40 دبابة وأستولى العراقيون على 100 دبابة بينما خسروا من دباباتهم 50 دبابة.

أعلنت القيادة العامة للجيش العراقية في 6 يناير 1981 أنها قتلت 381 جندي إيراني ودمرت 43 دبابة وأسقطت طائرتين إف - 4 فانتوم وطائرة عمودية واحدة ، وأن خسائرها 29 قتيل و 3 دبابات و3 مدافع ، في اليوم التالي أذاعت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية في 7 يناير بياناً ذكرت فيه أنها دمرت لواء مدرع إيراني وقتلت المئات من أفراده وأسرت العشرات وأنها أستولت على 51 دبابة و13 ناقلة أشخاص مدرعة و30 عجلة مختلفة، وان القوات الجوية تمكنت من أسقاط طائرتين إف-5 باشتباك جوي في 15 يناير سقطت الحويزة في شمال الخفاجية بيد الجيش العراقي.

خلال الحرب ساندت دول الخليج العراق لوجستياً واقتصادياً، وفتحت الكويت موانئها للعراق فكانت تعبر الحدود الكويتية إلى العراق مابين 500 إلى 1,000 شاحنة ثقيلة يوميا سنة 1981، في أبريل وديسمبر أقرضت الكويت العراق ما مجموعة 2 مليار دولار بدون فوائد بعد قرض عقد للعراق في خريف العام الماضي بـ 2 مليار بلا فوائد ، السعودية عقدت قرضاً 10 مليار دولار في نهاية هذا العام ، قطر عقدت قرضاً بمليار دولار إضافة إلى إماراتي أبوظبي و رأس الخيمة بمبلغ 1 إلى 3 مليار دولار.

وكانت إيران قد حذرت الدول الإقليمية بإنها ستتخذ إجراءات مناسبة تجاه أي دولة تحول دعمها الحذر إلى بغداد إلى تعاون فعال ، ونتيجة لذلك أغارت الطائرات الإيرانية في 12 و16 نوفمبر 1980 على المراكز الحدودية الكويتية.

في 1 أكتوبر 1981 ضربت مصفاة أم العيش النفطية بالكويت بغارة جوية وبالرغم من نفي طهران مسؤليتها إلا أن طائرة الأواكس التي تتخذ من السعودية مقراً لها أفادت بأنها تتبعت الطائرة المهاجمة من قواعدها في إيران.

خلال هذا العام أسقطت الدفاعات الجوية الكويتية طائرة إف - 4 فانتوم إيرانية بصاروخ إستريلا 2 بعد أختراقها المجال الجوي الكويتي في العبدلي شمال الكويت في نهاية 1981 أصيبت القوات الإيرانية بنكسة جديدة، عقب سقوط طائرة نقل عسكرية من طراز سي-130 هيركوليز كان على متنها كل من القائد العام للقوات الإيرانية الكولونيل سيد موسى و وزير الدفاع الإيراني، ورئيس الأركان وقائد القوات الجوية.

1982

بحلول سنة 1982 تمكن الجيش الإيراني من إعادة السيطرة على أكثر المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش العراقي لا سيما في القطاع الجنوبي إذ تمكنت القوات الإيرانية من استرجاع مدينة المحمرة و وصلت إلى الحدود الدولية في 24 مايو 1982 الأمر إلى دفع بالحكومة العراقية إلى عرض مبادرة لوقف إطلاق النار في يونيو 1982 واللجوء إلى التحكيم للوصول إلى حل للنزاع بين البلدين، وقد أعلنت الحكومة العراقية في 20 يونيو 1982 عن عزمها سحب الجيش العراقي من الأراضي الإيراني خلال 10 أيام وتم الانسحاب فعلاً في 30 يونيو.

رفضت إيران المبادرة العراقية واشترطت أن تدفع الحكومة العراقية 150 مليار دولار كتعويضات و أن يحاكم الرئيس العراقي صدام حسين أمام محكمة دولية باعتباره المسؤول عن نشوب هذه الحرب وان تعطى القوات الإيرانية الحق بالعبور من خلال العراق للاشتراك في القتال في لبنان.

في منتصف يونيو شنت إيران عمليتها العسكرية التي حملت اسم رمضان في 13 يونيو 1982 والهدف كان احتلال البصرةلا ثاني أكبر مدن العراق وعاصمة الجنوب العراقي، حشدت إيران قوات الباسيج والباسداران في واحدة من أكبر المعارك البرية منذ 1945 .

خلال الصيف كان سلاح الهندسة قد عمل على بناء الدفاعات العسكرية لمدينة البصرة تضمنت الدفاعات بناء خطين دفاعيين شرق البصرة تفصل بينها عدة كليومترات وزرعت الألغام وبنيت الحواجز والمصدات والأسلاك الشائكة والخنادق وحفرت الحفر للمدفعية إضافة إلى توسيع بحيرة الأسماك.

كلفت بغداد الفيلق الثالث للدفاع عن البصرة ضم الفيلق 9 فرق عسكرية منها 4 مدرعة وفرقة مشاة آلية و4 فرق مشاة، إيران حشدت للهجوم 4 فرق مدرعة و فرقتي مشاة ولواء مدرع مستقل ولواءين مشاة مستقلين ومابين 40 إلى 60 ألف مقاتل من الحرس الثوري والمتطوعين.

أستخدمت طهران الموجات البشرية لعبور حقول الألغام والتحصينات الدفاعية ، شارك في هذه الموجات متطوعون من عمر التاسعة حتى ما فوق الخمسين ، لم تحقق العملية العسكرية رمضان نجاحاً لطهران سوى أنها كبدت القوات الإيرانية المزيد من الخسائر.

1983

في ليلة 6 فبراير شنت إيران هجوماً ليلياً كبيراً بالمشاة قرب مدينة العمارة بقوة مكونة من 6 فرق بإجمالي 50,000 جندي ضد الجيش العراقي الرابع المكون من 7 فرق بـ 50,000 إلى 55,000 جندي ، وكان الطقس آنذاك ممطراً لمنع المروحيات الهجومية العراقية من الطيران ، هدف الإيرانيون إلى جعل القائد العراقي يدقع باحتياطياته لصد الاختراق الإيراني ثم يقوم الإيرانيون بقطع طريق على خط بغداد-البصرة.

إلا ان القائد العراقي احتفظ باحتياطياته خلف الخط الدفاعي العراقي الأول الذي أصبح منطقة قتل للأنساق الإيرانية ، بحلول الصباح كانت المنطقة مكشوفة للطيران العراقي الذي نفذ غاراته بنجاح وأعلن انه قام 150 طلعة في هذا اليوم.

في نفس اليوم 8 فبراير شنت القوات الإيرانية هجوماً جديدا بالموجات البشرية في نهاية هذا اليوم منيت القوات الإيرانية بأكثر من 6,000 قتيل.

في اليوم التالي هاجمت الفرقة المدرعة 92 المكونة من لواءين مدرعين هجوماً ضد أضعف منطقة في الدفاعات العراقية وتمكنت من أختراقها، إلا أن المدرعات العراقية شنت هجوما مضادة حاصرت على أثره بعض وحدات الفرقة، فدمرت اللواء الأول بينما أسر اللواء الثاني، انتهى القتال في 10 فبراير باستيلاء القوات الإيرانية على شريط ضيق من الأراضي.

في نهاية 1983 قدرت خسائر إيران في الأرواح 120.000 قتيل منذ بداية الحرب و 60.000 قتيل من العراق منذ بدأ الحرب.

1984

في ليلة 15/16 فبراير 1984، بدأ الإيرانيون بتنفيذ العملية العسكرية المسماه "فجر 5"، في القطاع الأوسط، على طول المواجَهة بين مدينتَي دهلران ومهران، باتساع 50 كم، ضد المَواقع المتقدمة للفيلق الثاني العراقي في المنطقة ، وكان هدف الهجوم قطع طريق البصرة-بغداد ، وبعد عدة أيام أخرى في 21 فبراير، بدأ الهجوم الثانوي الثاني للعملية "فجر 6"، من غرب مدينة دهلران الإيرانية، في اتجاه الدفاعات العراقية على المرتفعات المواجِهة لهم، والقريبة من طريق البصرة.

لم تحقق العمليتان "فجر 5"، و"فجر 6" أي نجاح رئيسي. واقتصرتا على تحقيق نتائج محدودة، بالنسبة إلى الأعمال القتالية.

كانت العملية "خيبر"، هي الهجوم الرئيسي، وكان هدف العملية مفاجأة العراقيين بهجوم قوي من اتجاه غير متوقع، وذلك بالتقدم عبْر القطاع الجنوبي حيث تنتشر المستنقعات مشكلة مانعاً طبيعياً موازياً للحدود، من العمارة شمالاً إلى شمال البصرة جنوباً، ومن سوزنجارد شرقاً حتى الناصرية غرباً، ومعظمها في الأراضي العراقية، يقابلها أراضٍ جافة من جنوب سوزنجارد الإيرانية تستمد المستنقعات مياهها من نهرَي دجلة وقارون ، ويمر طريق البصرة-بغداد فوق المستنقعات، على جسر صناعي، غرب نهر دجلة، ويبلغ عمق المياه 13م في فصل الشتاء، وعرضها يصل إلى 20كم، وينمو فيها نباتات كثيفة تعلو على مترين، مما يؤهلها لتحقيق إخفاء جيد للمتسلل عبْرها.

1985

في ليلة 11/12 مارس شنت إيران عمليتها العسكرية المسماه "بدر"، على مواجهة 10كم، بين قرنة والوزير وتمكنت من الإستيلاء على أراضي عراقية بعمق 14 كم قبل أن توقف القوات العراقية تقدم القوات الإيرانية في نهاية يوم 15 مارس.

بعد عدة هجمات عراقية مضادة تمكنت القوات العراقية في 18 مارس من استرداد الأرضي المستولى عليها وانسحبت القوات الإيرانية مضطرة، تحت وطأة الخسائر الجسيمة التي بلغت 12 ألف رجل. بينما تكبدت القوات العراقية حوالي خمسة آلاف قتيل.

1986

في 6 يناير 1986 شن الجيش العراقي حملة عسكرية على الطرف الشمالي لجُزُر مجنون، بلواءَين من الفيلق الثالث، اضطرت على إثره القوات الإيرانية إلى الانسحاب من ذلك الجزء من الجُزُر، أمام ضغط القوات العراقية، استغرقت العملية يومَين وتمكن العراقيون من إجلاء الإيرانيين من الجزء الجنوبي، كذلك، واستعادة جُزُر مجنون.

1987

في فبراير شن الجيش إيراني عمليته العسكرية فجر 8 وتمكن من الاستيلاء على شبه جزيرة الفاو جنوب العراق.

1988

في منتصف إبريل شنت العراق عمليتها العسكرية المسماه رمضان كريم ضد القوات الإيرانية المتواجدة في الفاو وصادفت العملية العسكرية أول أيام شهر رمضان أنتهت بخسائر كبيرة في صفوف القوات الإيرانية وجلائهم عن الفاو.

تابع العراقيون هجماتهم، في القطاع الجنوبي وتمكنوا من إلحاق هزيمة جديدة بالقوات الإيرانية شرق البصرة، وذلك باستعادتهم مدينة شلامجة، وخسر الإيرانيون، في عشر ساعات قتال، في يوم واحد، 50 ألف مقاتل إضافة إلى عدد كبير من معدات القتال الرئيسية.

كما شنت القوات العراقية هجوماً جديداً، في الشمال، على عدة مراحل، شمل كل أنحاء المنطقة الكردية. وتمكن من استعادتها، وإجلاء القوات الإيرانية. وكان رد الفعل الداخلي، في إيران، عنيفاً؛ إذ أُقصِيَ العديد من القيادات العسكرية، خاصة رئيس الأركان.

إيران أعادت شن هجوم جديد في 13 يونيو 1988، في منطقة شلامجة، لاستعادتها تألفت القوة الإيرانية من 25 ألف جندي تمكنت بعد ثلاثة أيام من القتال من اختراق 10 كم. دفعت العراق احتياطياتها من الجنود بقوة من 40 ألف جندي في 11 لواء بهجوم مضاد تمكنت من الأرض، التي استولى عليها الإيرانيون في 19 ساعة قتال، مكبدة إياهم خسائر جسيمة.

في الشمال شن الجيش العراقي هجوماً حول السليمانية وتمكن من استعادة المنطقة بكاملها ، في يونيه 1988.

قبل أن ينتهي يونيه 1988، كان العراق قد شن هجومَين آخرَين. الأول، في منطقة مهران، تمكن خلاله أن يستولي على مدينة مهران الإيرانية قبْل أن ينسحب إلى داخل حدوده. في يوليو هاجمت القوات العراقية على المناطق المحطية بالزييدات، وأسرت 2500 إيراني ثم تابعت تقدمها إلى داخل الأراضي الإيرانية، بعمق 40 كم واستولت على مدينة دهلران، جنوب مهران، إلا أنها انسحبت منها، بعد عدة أيام.

في 5 يوليو 1988 أعلن آية الله الخميني مرشد الثورة الإيرانية عن قبول إيران وقف إطلاق النار والتي وصفها "كأس السم" حسب تعبيره.

حــــــــــــــرب الناقلات

في سنة 1982 بدأ ما يسمى بحرب الناقلات حيث سعت العراق إلى ضرب ناقلات النفط الإيرانية لإجبار إيران على وقف إطلاق النار أو السلام ، مما دفع إيران للرد على مهاجمة سفنها.

وكان لدى القوة الجوية العراقية طائرات الميراج إف1 ولاحقاً حصل العراق من فرنسا بعد الحرب على صواريخ إكزوست جو-سطح المضادة للسفن وقامت الطائرات العراقية بغارات جوية على جزيرة خرج الإيرانية في 27 فبراير 1984 التي يصدر منها حوالي حوالي 1,6 مليون برميل نفط يومياً كما قامت الطائرات العراقية بضرب 7 سفن بالقرب من خرج وكرد فعل إيراني هاجمت إيران ناقلة نفط سعودية في 7 مايو 1984 وناقلة نفط كويتية قرب البحرين في 16 مايو 1984.

في أوائل يونيو أغرقت الطائرات العراقية ناقلة نفط تركية بالقرب من جزيرة خرج مما دفع قيام إيران بتسيير دوريات جوية واتخذت السعودية الإجراء ذاته وحددت منطقة أعتراض جوي أطلق عليه خط فهد خارج حدود المياه الإقليمية للسعودية وإن أي طائرة تهدد أمن الملاحة سيتم الاشتباك معها،في 5 يونيو أعلنت السعودية أن طائراتها الإف 15 قد أعترضت طائرات إف-4 فانتوم إيرانية وأسقطت إحداها فوق مياه الخليج بعد أن أخترقت الطائرات الأجواء السعودية ، بعد يومين من الحادثة فجرت قنبلة في مبنى السفارة السعودية في بيروت .

بينما تم رفع الأعلام الأمريكية على السفن الكويتية لتوفير الحماية لها. لكن هذا الأجراء لم يمنع الإيرانيين من مهاجمة السفن مما حدى بالأسطول الأمريكي إلى مهاجمة سفن إيرانية، و من أشهر هذه الهجمات الهجوم الذي وقع في 18 أبريل 1988 ودمر فيه سفينتين حربيتين إيرانيتين. وقامت القوات الأمريكية بهجوم وقع في 3 يوليو 1988 أدى إلى تدمير طائرة نقل ركاب مدنيين قالت القوات الأمريكية فيما بعد أنه وقع عن طريق الخطأ من قبل الطائرات الحربية الأمريكية والتي أدت إلى مقتل 290 ركابا كانوا على متن الطائرة.

في خضم كل هذه الأحداث تم الكشف عن قضية إيران - كونترا ضمن صفوف إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريغان حيث تم الكشف عن حقيقة أن الولايات المتحدة كانت تبيع الأسلحة لإيران وكانت تستخدم الأموال من تلك الصفقة لدعم الثوار في نيكاراغوا .

حـــــــــــــرب المدن

مع اقتراب نهاية الحرب بدأ الخمول يظهر على أداء الجيشين العراقي والإيراني نتيجة للاستنزاف الطويل للذخيرة الحربية والقوة البشرية للجيشين، فبدأت مرحلة سوداء في تاريخ الحرب وهي قصف المدن بصورة عشوائية عن طريق صواريخ سكود أو أرض-أرض طويلة المدى حيث راح ضحيتها الكثير من المدنيين.

وبدأت القوات الجوية العراقية بضربات إستراتيجية للمدن الإيرانية، واستهدفت الضربات طهران بشكل أساسي مع بداية سنة 1985، فقامت إيران بقصف العاصمة بغداد بصواريخ سكود البعيدة المدى. ورد العراق بالمثل بقصف طهران.

ووصل الأمر إلى حد استهداف العراق الطائرات المدنية ومحطات القطار وتدمير ثلاثة وأربعين مدرسة في عام 1986 فقط أدى لمقتل مئات التلاميذ وبالمثل إيران كحادثة "مدرسة بلاط الشهداء" التي راح ضحيتها الكثير من التلاميذ العراقيين، وقامت الدولتين باستعمال الأسلحة الكيمياوية في الحرب والعراق بشكل أكثر إلى أن أتت إدانة الأمم المتحدة لاستعمال الأسلحة الكيماوية وذلك سنة 1983، ولم تتمتع الحكومة الإيرانية بدعم دولي على عكس العراق الذي كان يتمتع بإسناد ذو قاعدة عريضة، كل هذه العوامل مجتمعة أدت لموافقة إيران على هدنة اقترحتها الأمم المتحدة والتي وصفها الخميني "كأس السم" حسب تعبيره في 8 أغسطس 1988، حيث كانت إيران ترفض أي قرار من مجلس الأمن ما لم يعترف بأن العراق هو البادئ بالاعتداء وإقرار التعويضات اللازمة لإيران والتي قد تصل إلى 200 مليار دولار.

إلا أنه وبعد ثلاثة أعوام من انتهاء الحرب وفي سنة 1990 وبعد شهر واحد من الغزو العراقي للكويت وافق العراق على الالتزام باتفاقية عام 1975 التي وقعها مع إيران. ورجع البلدان إلى نقطه الصفر.

الأسلحـــــــــــــــــــــــــــه

العــــراق

تتألف غالب أسلحة الجيش العراقي من قطع سوفيتية وطوال سنوات الحرب الثمانية أشترت العراق أسلحة من الاتحاد السوفيتي والصين ومصر وفرنسا و المملكة المتحدة.

في يناير 1981 تسلمت العراق أولى طائرات الميراج إف-1 البالغ عددها 60 طائرة التي كانت بغداد قد تعاقدت عليها قبل الحرب ، موسكو بالرغم من كونها قد أعلنت حيادها بالصراع الدائر بين العراق وإيران وفرضها لحظر سلاح على بغداد إلا أنها أستئنفت صادراتها من السلاح إلى العراق في منتصف 1981 وبحلول نهاية هذه السنة كانت العراق قد تسلمت موسكو كميات من السلاح تضمنت 200 دبابة من طرازات تي-55 و تي-72 و صواريخ سام 6 أرض-جو .

فی فبرایر 1981 کشفت تقاریر استخباراتیة غربية عن ارسال بولندا 100 دبابة تي-55 للعراق عبر الأراضي السعودية وقع في فبراير 1982 وزير الخارجية العراقي خلال زيارته للندن عقداً لإصلاح 50 دبابة تشفتين إيرانية أستولت عليها القوات العراقية في المعارك.

في 1984 وقعت العراق مع الأتحاد السوفيتي عقد تسلح بـ 2,5 مليار دولار تضمن تسليم 30 طائرة ميج 25 و ميج 23 و 200 دبابة تي-62 و 100 دبابة تي-72 الكويت أعارت خلال الحرب بطارية مدفعية للعراق من نوع mk f3 فرنسي عيار 155 ملم.

ايــران

غالب معدات وأسلحة الجيش الإيراني كانت أمريكية منذ زمن الشاه ،وخلال الحرب باعت سوريا و ليبيا و كوريا الشمالية و الصين لإيران الأسلحة.

زودت ليبيا إيران بدبابات سوفيتية وقد أنهت في صيف سنة 1981 أول مجموعة من طواقم الدبابات الإيرانيين تدريباتهم في الصحراء الليبية وبعد فترة قصيرة من رجوعهم شحنت ليبيا 190 دبابة سوفيتية لميناء بندر عباس في إيران، وبحلول ديسمبر 1981 كان قد وصل إيران من ليبيا 300 دبابة سوفيتية من طرازات t-54 و t-55 و t-62 و تلقى 250 جندي تدريباتهم في ليبيا .

إسرائيل باعت من مخزونها العسكري لإيران ذخائر وقطع غيار بقيمة تتراوح 50 إلى 70 مليون دولار عن طريق تجار سلاح خاصين خلال أعوام 1981 و 1982 ، شملت الأسلحة التي بيعت لإيران على 150 مدفع أمريكي مضاد للدروع نوع إم-40 مع 24,000 قذيفة لكل مدفع ، وقذائف عيار 106 ملم 130 ملم 203 ملم 175 ملم ، صواريخ مضادة للدروع بي جي إم-71 تاو وقطع غيار لطائرات ودبابات. كما أشترت إسرائيل ذخائر وقطع غيار بقيمة تتراوح من 50 إلى 100 مليون دولار من أوروبا الغربية لصالح وسطاء يعملون لإيران. الصين باعت 100 طائرة f-6 لطهران سلمت ما بين سنتيّ 1981 و 1982.

في مارس 1982 زار وفد سوري العاصمة الإيرانية طهران برئاسة وزير الخارجية عبد الحليم خدام ، وقعت خلال الزيارة عدة اتفاقيات لتصدير 9 ملايين طن سنوياً من النفط الإيراني إلى سوريا ، 2,7 مليون طن تحت شروط مقايضة والباقي يدفع نقداً بينما ستستورد إيران من سوريا مابين 300,000 إلى 400,000 طن من الفوسفات لمدة سنة واحدة ، بعد عام كشفت مصادر غربية أن سوريا كانت تستورد 100.000 برميل نفط يوميا بسعر مخفض من إيران بقيمة 28 دولار أمريكي و 20.000 برميل تحت شروط مقايضة و 10.000 برميل نفط مجاناً في الوقت الذي كان سعر برميل نفط أوبك الرسمي هو 34 دولار أمريكي ، تم خلال الزيارة ايضا إبرام عدة عقود سلاح لإيران تضمت بيع مدافع 130 ملم هاوتزر, وذخيرة ومحركات دبابات و مدافع مضادة للطائرات ، كما أوقفت سوريا في 10 أبريل من نفس العام خط الأنابيب العراقي المار في أراضيها.، المملكة المتحدة أرسلت لإيران جواً قطع الغيار اللازمة لدبابات تشفتين وللمدرعات الأخرى سنة 1985.

الولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من أنها قد فرضت حظراً على صادرات السلاح لإيران إلا انها باعت السلاح سراً عن طريق إسرائيل وهو ما عرف لاحقاً باسم قضية إيران - كونترا وتضمنت الأسلحة التي بيعت من الولايات المتحدة لإيران عن طريق إسرائيل صواريخ تاو مضاد للدروع وقطع غيار لبطاريات إم آي إم-23 هوك وصواريخ هوك مضاد للطائرات، ليبيا باعت صواريخ دفاع جوي سام 6 لإيران كما أشترت إيران كتيبتي صواريخ أرض جو من سوريا وأسلحة دفاع جوي من كوريا الشمالية والاتحاد السوفيتي.

المصدر

ويكيبيديا, الموسوعة الحرة