كتاب جبال الهيمالايا الهندية

هذا الكتاب هو رحلة الى جبال الهيمالايا الهندية وقد حاز عليه الكاتب العراقي الصحفي وارد بدر السالم جائزة ابن بطوطة لادب الرحلات للعام 2009

واثناء قرائتي للكتاب وتمتعي به لفتت نظري عدة مقاطع احببت ان اشارككم بها رغم كون الكتاب كله ممتع للقراءة

كتب عن طريقه للوصول الى جبال الهمالايا ومروره بعدة ولايات منها ولاية جان دبكر والتي تعني البيت الفضي باللغة الهندية وهذا البيت الفضي يبدو ولاية حديثة تمتد افقيا كباقي الولايات وقد اخذت مساحة كبيرة من المشهد المكاني الذي تدور الغابات حوله فاصبحت جزءا منها غير ان ما يلفت الانظار على الفور هو الزحام الهائل والكبير للدراجات النارية والهوائية والتي تملأ الطرقات الرئيسية حتى ليبدو الامر و كانه سباق ماراثوني مشترك لهذه الانواع من الدراجات النقطة اللافتة والتي لاتغيب عن النظر المباشر وحتى العابر هي منظر النساء اللواتي يقدن الدراجات النارية والهوائية وهذه الولاية النساء بامتياز كل النساء تقريبا سائقات ماهرات لدراجاتهن وستبدو لي هذه الرؤى المفاجئة شكلا من اشكال التحرر الطبيعي من الفقر وضغط الحياة التي يعوزها الكثير من الكماليات اليومية لذا فان النساء هنا على اشكالهن كبيرات وصغيرات وصبايا لايعرفن من السيارة الا انها سيارة يركبها من هو قادر على ركوبها لكن الركشا توفر للراكبات السرعة المطلوبة في زحام الطرق لصغر حجمها ما ان تشتعل اشارة العبور الخضراء حتى ترى تدفق العشرات المتوالية من هذه الوسائل ولا ترى الاتخاطف الساري المزركش بكل الالوان يهفهف مع الرياح وحبات المطر التي لا تكف طوال اليوم من التناغم مع هذه الحياة الجميلة ولا ترى الا النساء يتصدرن الشوارع واشارات المرور افواجا متكاثرة على مدار الساعة في منظر لايمكن ان ينسى وربما الدهشة التي لازمتني طوال الوقت كانت كافية ان تعيدني الى واقع اخر لايريد مفارقتي حين هجمت علي مشاهد النساء العراقيات المتشحات بالسواد وكأن الزمن عاد بهن الى الوراء لمعاينة عشرة قرون حين نشأت الحياة الجديده وبدأ التكون الحضاري يشد من أزر الناس للانفتاح والتحرر بهوية جديده لاشك انها ذات الهوية التي نحملها حتى الان ونتشدق بها كثيرا لكننا نرتد بها الى تلك العصور الاولى لمجرد ارضاء الشاعر حيص بيص وقد طلع بعمامته السوداء من قبور الجاهلية لينشر العدل والمساواة في مجتمع وجده بعد السقوط ساقطا فأراد تصحيح اخلاقه ولو بحد السيف .....

كما كتب عن الحياة الهندية العميقة تعلمك التواصل مع الجميع برغم من انه مجتمع وثني بدليل وجود المعابد الهندوسية الكثيرة.

بيوت القماش التي لا تستر الامطار تكابر هي الاخرى لان تكون وطنا متنقلا بين الارصفة والحارات تحكي اساطير الدموع في ليالي البرد المثلجة حينما يتكوم الجميع تحت مئزر واحد فتلتقي احلامهم في راس الصباح الجديد وغالبا ماتكون الاحلام مشتتة معفرة لكنها كلارانب البيض. فالعيب ان يكون الهندي فاسقا وفاسدا وخائنا ولصا وشاذا ولوطيا وسافلا وعميلا ومجرما وهلفوتا وسرسريا ولوتيا كل العيب ان تكون الهندية امراة منحطة بائعة هوى انانية منافقة نمامة كذابة فالمجتمع الهندي مجتمع راق باخلاقه الاجتماعية والحياة فيه تسير على وفق ناموس غاية في التحضر والانضباط والاخلاق والتهذيب لان حياة الهنود مجبولة على العبادة والتقديس والخضوع لالهة لاحصر لها ولاعد وهذه الالهة المفترضة هي التي تسير هذا المجتمع الملياري. فلا احد يعلو على احد روحيا الا بمقدار عبادته وصلاته وصومه لهذه اللهة التي تصل اعدادها الى 300000 اله هندوسي حتى الان.