مسجد الكوفة
مسجد الكوفة في العراق يعتبر من مساجد العراق الأثرية والتاريخية وهو أقدم المساجد في العالم الإسلامي، ولقد بنى المسجد الصحابي سعد بن أبي وقاص في عام 19هـ/739م ليكون أول مبنى في مدينة الكوفة التي ستتحول فيما بعد إلى كبرى الحواضر الإسلامية ومقر خلافة الإمام علي بن أبي طالب. وينال المسجد قدسية كبيرة عند المسلمين الشيعة خاصة، ويضم المسجد مراقد العديد من الشخصيات الدينية ومن أشهرهم مسلم بن عقيل.
قصة بناءه
بعد انتصار المسلمين على الدولة الساسانية واسقاط عاصمتها المدائن. كتب سعد بن أبي وقاص إلى الخليفة عمر بن الخطاب يبشره بنصره، فامره عمر باتخاذ دار هجرة ومنزل للمسلمين. فاستوطن الجنود في الانبار لكن لم يستقم لهم الامر هناك حيث أصيبوا بالحمى فانتقلوا منها إلى مكان آخر فلم يكن أفضل من الأول. فاخذ سعد بن أبي وقاص يبحث عن مكان مناسب فاعجب بالبقعة التي صارت فيما بعد مدينة "الكوفة". فراسل الخليفة عمر بن الخطاب وأتفقوا على بناء مدينة في هذا الموضع. وكان أول بناء فيها هو المسجد. حيث أمر سعد برمي أربع سهام باتجاه القبلة والاتجاهات الاخرى فصارت هذه حدودا للمسجد.
اهميته الدينية
ورد في الأخبار المأثورة في كتب السير والتواريخ. وورد أنه كان معبد الملائكة من قبل خلق آدم، وأنه البقعة المباركة التي بارك الله فيها، وأنه معبد آدم وما بعده من الأنبياء والمرسلين ومعبد الأولياء والصديقين، وأن من فضله عند الله أن المسافر حكمه التقصير في الصلاة إلا في أربعة مواضع : أحدها مسجد الكوفة، فله التخيير في القصر والإتمام. وقد وردت في فضل مسجد الكوفة أخبار كثيرة، ذكرها العديد من العلماء، وكذلك ذكرها أهل السير والتواريخ من الخاصة والعامة، وأطنبوا في ذكرها وما في مسجدها من الفضل على سائر المساجد عدا بيت الله الحرام ومسجد النبي محمد.
ويتسع لأربعين ألف مصلٍّ، يتوسط صحنه بقعة منخفضة ينزل إليها بسلم وتسمى (السفينة).قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ان الله اختار من البلدان اربع فقال عز وجل والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين) فالتين المدينة، والزيتون بيت المقدس، طور سنين الكوفة، وهذا البلد الأمين مكة) و فيه دفن مسلم بن عقيل و هاني بن عروة و المختار بن أبي عبيد.