جامع النبي يونس

جامع النبي يونس هو من مساجد العراق التاريخية الأثرية، يقع على السفح الغربي من تل التوبة، أو تل النبي يونسفي الموصل، وقد قام تنظيم داعش بهدم وتفجير الجامع في تاريخ 24 تموز/يوليو 2014 الموافق لـ26 رمضان 1435 هجرية. وذلك ضمن الحملة التي شنها داعش لتهديم كل المساجد التي تتضمن أضرحة، ومن الجدير بالذكر إن المسجد كان يحظى بمنزلة خاصة عند أهالي الموصل.

تاريخ المسجد

يذكر عند بعض المؤرخين ان النبي يونس مدفون قرب الجامع، وذكر الرحالة ابن بطوطة (703 - 779هـ) هذه التلة باسم تلة النبي يونس عندما قدم إلى الموصل، حيث أورد ذلك في كتابه تحفة النظار : (وفي التل بناء عظيم ورباط فيه بيوت كثيرة ومقاصر ومطاهر وسقايات يضم الجميع باب واحد، وفي وسط الرباط بيت عليه ستر حرير وله باب مرصع يقال انه الموضع الذي به موقف يونس عليه السلام ومحراب المسجد الذي بهذا الرباط يقال انه كان بيت متعبده عليه السلام. وأهل الموصل يخرجون في كل ليلة جمعة إلى هذا الرباط يتعبدون فيه)، ولقد كان الجامع سابقا يجذب الكثير من الحجاج الاتراك الذين يعتبرون المرور والصلاة بالجامع من المناسك المكملة للحج، حتى ان الكثير من العوائل التي تقطن قرب تل التوبة كانوا يتكلمون اللغة التركية.

لا يعرف تحديدا تاريخ بنائه ولكن ذكره أبي زكريا الأزدي المتوفي قريبا من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.

بينما يذكر بعض المؤرخين ان هذا المكان ليس مرقد النبي يونس الحقيقي، وإنما هو مرقد لاحد الأنبياء السابقين حينما كانت نينوى مركزا دينيا، فيما يزعم عدد آخر انه جزء من قصر اسرحدون الذي توجد آثاره تحت بقايا المسجد القديم. وتوجد عين ماء تسمى "عين الدملماجة" والاسم عن (داملة مه جه) التركية وتعني هنا الترشيح لأن ماءها يكون في الصيف قليلا ويترشح من جوانبها اما في الربيع فيزيد ماؤها وربما ملأ قسما من الوادي الذي تقع فيه العين،

تفجير الجامع

وقد لحق بالسور الخارجي أضرارا طفيفة بعد انفجار عبوة ناسفة قرب المسجد في حزيران 2010. وقد تم هدم الجامع الذي يحتوي على مرقد النبي يونس بيد عناصر داعش بتاريخ 24\7\2014، في حملة منظمة شنها التنظيم لهدم المراقد والشواهد التاريخية التي بحسب ايديلوجية التنظيم السلفية تعبد من دون الله وقد وصف هذا الفعل في وسائل الاعلام بـالأرهاب العقائدي وأعتبر فعلاً منافياً لحرية العقيدة.

الطراز المعماري

بني الجامع فوق التلة مما اعطاه منظراً مميزا وبارزا بين معالم المدينة، وبشكله المتدرج يوحي بالصعود روحياً إلى الذات العليا، وقد كسيت جدرانه الخارجية بأحجار الحلان البيضاء المصفرة، ويلاحظ تقارب تصميمه المعماري مع العمارة التركية.

المصدر

انظر ايضا