كنز تل أسمر

عُثر على التماثيل الاثني عشر التي تعرف مجتمعة باسم كنز تل أسمر (الأسرات الأولى 1 و2، حوالي 2900-2550 قبل الميلاد) عام 1933 في أشنونة (المعروفة حديثًا باسم تل أسمر) في منطقة ديالي في العراق. وعلى الرغم من الاكتشافات المتلاحقة في هذا الموقع وغيره في جميع أنحاء منطقة بلاد ما بين النهرين الكبرى، إلا أن هذه الآثار ظلت المثال الواضح على النمط المجرد لنحت معابد الأسرات الأولى (2900 قبل الميلاد - 2350 قبل الميلاد).

الاكتشاف

في أواخر العشرينيات من القرن العشرين، كان تجار الآثار في بغداد يسعون للحصول على كميات كبيرة من التحف النادرة العالية الجودة من الصحراء الموجودة شرق نهر ديالي، إلى الشمال مباشرة من التقائه مع نهر دجلة.[1] وفي عام 1929، حصل معهد الدراسات الشرقية في جامعة شيكاغو على امتياز للتنقيب في هذه المنطقة.[2] ودعى جيمس هنري برستد (1865–1935)، مؤسس المعهد، عالم الآثار الهولندي هنري فرانكفورت (1897–1954) لقيادة الحملة. وبين عامي 1930 و1937 قاد فرانكفورت وفريقه عمليات تنقيب أفقية ورأسية على أربعة تلال: خفاجة وتل أسمر (أشنونة القديمة) وتل العقارب وإشجالي. وكشفوا عن وجود معابد وقصور ومبان إدارية ومنازل يتراوح تاريخها من حوالي عام 3100 إلى 1750 قبل الميلاد. وقد عززت المئات من القطع الأثرية التي تم استعادتها من تحت أنقاض هذه الهياكل المدنية القديمة فهم تاريخ فترة الأسرات الأولى بشكل كبير.[3]

وتعد التماثيل الاثني عشر من بين الأشياء المعروفة جيدًا والمحفوطة جيدًا والمعروفة مجتمعة باسم كنز تل أسمر. تم العثور على هذا الكنز خلال موسم التنقيب 1933-34 في تل أسمر تحت أرضية معبد مخصص للإله أبو. وكانت التماثيل متجمعة بعناية في تجويف مستطيل بجوار مذبح في المعبد. ويشير وضعهم بهذا الحرص أنه تم دفنهم عمدًا. ومع ذلك، ظل السبب وراء دفنهم وماهية الشخص (الأشخاص) المسؤول عن فعل ذلك أمرًا مجهولاً. ويقترح فرانكفورت، الذي كتب كثيرًا عن الموضوع، أن أحد الكهنة قام بشكل دوري بدفن التماثيل القديمة أو المتضررة بشدة من أجل إفساح مجال في المعبد لتماثيل بديلة.[4]

التماثيل

يتراوح طول التماثيل في كنز تل أسمر الأثري بين 21 سم (8.2 بوصات) إلى 72 سم (28.3 بوصة). ومن بين التماثيل الاثني عشر التي وجدت كان هناك 10 تماثيل رجال واثنان إناث. وقد صُنع ثمانية منهم من الجبس وانثنان من الحجر الجيري وواحد (الأصغر) من المرمر.[5] وكانت جميع التماثيل في وضع الوقوف، ما عدا واحد منهم في وضع الركوع. وقد تم استخدام قواعد دائرية رفيعة كدعامات ووفرت الأقدام الكبيرة المتخذة شكل الإسفين للتماثيل الأكبر قوة تحمل إضافية. وكان الذكور يرتدون التنورات بحواشي منقوشة تغطي القسم الأوسط والفخدين. وقد أحاطت أكتافهم العريضة والسميكة وأذرعهم الدائرية بصدورهم العارية، التي كانت مغطاة بشكل جزئي بشعر أسود صغير. وكان جميع الذكور، باستثناء واحد أصلع ولحيته نظيفة، لديهم شعور طويلة مقسمة إلى نصفين متماثلين تحيط بأسطح خدودهم وجبينهم الناعمة. وكانت العيون الكبيرة، والتي كانت بلا شك أكثر ميزة لفتت الأنظار وموجودة في جميع التماثيل، مصنوعة من مادة مطعمة من الصدف الأبيض والحجر الجيري الأسود؛ وكان بؤبؤ عين أحد التماثيل من اللازورد. وقد تم تثبيت هذه المواد في الرأس بواسطة القار، الذي كان يستخدم أيضًا كصباغ لإعطاء اللحية والشعر لونه الأسود المميز. وكان الشعر والملابس يعكسان الأنماط السومرية لفترة الأسرات الأولى.[6]

وتم اكتشاف هذا الكنز في معبد للإله أبو، وهو إله الخصوبة في الشرق الأدنى القديم. وتشير الأدلة المتوفرة من أنقاض الأسرات الأولى في خفاجة أنه ربما تم ترتيب التماثيل على جدران حرم المعبد إما على الأرض أو مقعد منخفض من الطين قبل دفنها. وتم نقش اسم رسالة توسلية شخصية على ظهر وأسفل بعض التماثيل، في حين تقول الرسائل الأخرى "الشخص الذي يقدم الصلوات". هذه النقوش تشير إلى أن التماثيل عملت كبديل للمصلين الذكور والإناث الذي كانوا يرغبون في ترك صلواتهم مع الإله. وفي الألفية الثالثة قبل الميلاد، اعتمد ثمن التمثال النذري على حجمه بشكل كبير وربما على الأحجار التي تم استخدامها في صنعه.

جادل فرانكفورت أن أكبر شخصية في الكنز ليست دمية لأحد المصلين البشر، ولكنها تمثيل للإله الراعي أبو. ويلفت الانتباه لعدد من الميزات التي تمثل هذا التمثال بشكل خاص بصرف النظر عن البقية، تشمل هذه الميزات: الحجم والعيون الكبيرة بشكل غير طبيعي وخاصة بؤبؤي العين والنحت الرمزي لنسر ذي أجنحة ممدودة يحيط به اثنان من الماعز الجبلي ممدان وهذا النحت منحوتًا على القاعدة.

المراجع

[1] Henri Frankfort, Thorkild Jacobsen, and Conrad Preusser, Tell Asmar and Khafaje: The First Season Work in Eshnunna 1930/31, Oriental Institute Publication 13, 1932

[2] Henri Frankfort, Tell Asmar, Khafaje and Khorsabad: Second Preliminary Report of the Iraq Expedition, Oriental Institute Publication 16, 1933

[3] Henri Frankfort, Iraq Excavations of the Oriental Institute 1932/33: Third Preliminary Report of the Iraq Expedition, Oriental Institute Publication 17, 1934

[4] Henri Frankfort with a chapter by Thorkild Jacobsen, Oriental Institute Discoveries in Iraq, 1933/34: Fourth Preliminary Report of the Iraq Expedition, Oriental Institute Publication 19, 1935

[5] Henri Frankfort, Progress of the Work of the Oriental Institute in Iraq, 1934/35: Fifth Preliminary Report of the Iraq Expedition, Oriental Institute Publication 20, 1936

[6] Henri Frankfort, Seton Lloyd, and Thorkild Jacobsen with a chapter by Günter Martiny, The Gimilsin Temple and the Palace of the Rulers at Tell Asmar, Oriental Institute Publication 43, 1940

المصادر

  • Evans, Jean. 2012. The Lives Of Sumerian Sculpture: An Archaeology of the Early Dynastic Temple. Chicago: University of Chicago.

  • Evans, Jean. 2007. The Square Temple at Tell Asmar and the Construction of Early Dynastic Mesopotamia, ca. 2900-2350 B.C.E. American Journal of Archaeoogy 4: 599-632.

  • Frankfort, Henri. 1939. Sculpture of the 3rd Millenium B.C. from Tell Asmar and Khafajah. The University of Chicago, Oriental Institute Publications 60. Chicago.

  • 1943. More Sculpture from the Diyala Region. The University of Chicago, Oriental Institute Publications 60. Chicago.

  • Jacobsen, Thorkild, “God or Worshipper.” In Essays in Ancient Civilization Presented to Helene J. Kantor, edited by A. Leonard Jr. and B.B. Williams, p 125-30. Chicago. 1989.