الشعير
الشعير من المحاصيل الهامة في العالم إذ يأتي في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية الاقتصادية بعد الأرز والذرة، وقد عرض هذا المحصول في العالم القديم في عصور ماقبل التاريخ حيث استخدمه الإنسان كغذاء له. ولازال يستخدم في بعض مناطق العالم مثل هضبة التبت وجبة أساسية للإنسان.وترتبط أهميته بمدى التوسع في تنمية الثروة الحيوانية، إضافة إلى استعماله في الصناعات الغذائية وفي صناعة بعض الأدوية.
والجدول التالي يبين المساحة والإنتاج والمردود كغ/هـ في القطر (متوسط عشر سنوات):
نوع الزراعة المساحة/هـ الإنتاج/طن المردود كغ/هـ
مروي 15119 26556 1756
بعل 1013599 726190 716
مما تقدم تبرز الأهمية الاقتصادية لهذا المحصول، وضرورة العمل على زيادة إنتاجيته وذلك بتحديث الطرق الزراعية المتبعة واستخدام البذار المحسن.
الهدف من هذه النشرة التعريف بالأصناف المزروعة والعمليات الزراعية المثلى الواجب اتباعها.
مناطق انتشار زراعة الشعير
نظراً لتحمل الشعير النسبي للجفاف، فهو يزرع في منطقتي الاستقرار الثانية والثالثة ذات معدل الأمطار 200-300 مم سنويا. كما يزرع أيضاً في بعض المناطق المروية للأصناف الخاصة بصناعة البيرة حيث تتطلب هذه الأصناف احتياجات مائية عالية نسبياً. الأصناف المزروعة
الشعير العربي الأبيض
صنف محلي قديم ثنائي الصنف يتميز بأن لون الحراشف (غلاف البذرة) أبيض مائل إلى الصفرة عند النضج. ولكن في حال زيادة كمية الرطوبة يميل اللون إلى الأخضر الفاتح.الوصف النباتي: يبلغ ارتفاع النبات من 80-90 سم حسب كمية الأمطار، سنابله طويلة ، السفا بيضاء. الحبوب متطاولة ذات غلاف ملتصق مع الحبة (حبوب مغطاة) بيضاء اللون يبلغ وزن الألف حبة (36.5/غ) ونسبة البروتين 13%.
والجدول التالي: منطقة الاستقرار الثانية منطقة الاستقرار الثالثة
مرحلة الإسبال 139 يوم 131 يوم
مرحلة النضج التام 178 يوم 167 يوم
يتميز هذا الصنف بتحمله للجفاف والصقيع وتنجح زراعته في الأراضي الخفيفة جيدة الصرف، ذات درجة الحموضة 8-7. كما يتميز بتحمله للملوحة، وبشكل عام يحتاج إلى معدل أمطار 250مم، يغل بحدود 2000 كغ/هـ بشرط إضافة الأسمدة الموصى بها. وفي حال زيادة كمية الرطوبة في التربة يصاب بالرقاد ويصعب حصاده مما يسبب فقداً في الغلة، لذا ينصح بعدم زيادة كمية الرطوبة في حال الزراعة عن ثلاث ريات.
الشعير العربي الأسود
صنف محلي قديم ثنائي الصف، يتميز عن الشعير العربي الأبيض بلون غلاف البذرة الأسود نتيجة تركيز صيغة الأليرون.الوصف النباتي: يبلغ ارتفاع النبات 75-85 سم حسب كمية الأمطار الهاطلة، السنابل متطاولة ، السفا أبيض، الحبوب متطاولة ذات غلاف ملتصق مع الحبة (حبوب مغطاة) لون غلاف البذرة أسود، يبلغ وزن الألف حبة (32.5غ) نسبة البروتين 12.9%.
يحتاج النبات إلى 130يوم للوصول إلى مرحلة الإسبال في منطقة الاستقرار الثالثة وإلى 160يوم للوصول إلى مرحلة النضج التام.
يتميز هذا الصنف بشدة تحمله للجفاف والصقيع أكثر من الصنف العربي الأبيض، لذا تنتشر زراعته في المناطق الشمالية الشرقية من القطر في منطقة الاستقرار الثالثة تحت معدل أمطار 200-250 ملم. يحتاج إلى تربة خفيفة، ودرجة حموضة 8-7 وفي حال زيادة كمية الرطوبة، يصاب بالرقاد. والشكل رقم (2) يبين النبات والحبوب.
العمليات الزراعية وتشمل
1- تحضير الأرض.
2- كميات البذار.
3- التسميد.
تحضير الأرض للزراعة
يهدف تحضير الأرض للزراعة تأمين المهد المناسب للبذرة، ويشترط في التحضير الجيد للأرض توفر مايلي:أ- يجب أن تكون التربة مفككة ومتجانسة بحيث تجعل حبيبات التربة ملتصقة بالبذرة وتعمل على تغطيتها جيداً.
ب- أن تكون التربة خالية من الأحجار قدر الإمكان، ومن الحشائش وبقايا المحاصيل السابقة.
وإن أهم وأول مرحلة في تحضير مهد البذار، هو الفلاحة حيث يجب أن تفكك الطبقة السطحية وتقلب على عمق يتراوح بين 15-20 سم. وقد بينت الدراسات فائدة عملية الحراثة بما يلي:
1- إعداد مهد مناسب لإنبات البذور وللنمو الجيد للنبات فيما بعد.
2- إبادة الحشائش والنموات الضارة والتي تنافس المحصول على الماء والغذاء.
3- تفكيك التربة بجعلها صالحة لتعمق الجذور.
4- تهوية التربة حيث تعمل الفلاحة على تبادل الهواء الأرض وتزيد نسبة الأكسجين في التربة.
5- تقليب الطبقة السطحية ودفن بقايات النباتات من المحصول السابقة والأعشاب التي سوف تتحلل لتصبح مادة عضوية تزيد من خصوبة التربة.
6- تهيئة التربة لامتصاص كمية أكبر من مياه الأمطار والاحتفاظ بها مدة أطول.
7- التقليل من انتشار الآفات الفطرية والحشرية.
كميات البذار
عند تقدير كمية البذار، تؤخذ بالاعتبار العوامل التالية:
1- حجم الحبوب صغيرة ، وسط ، كبيرة.
2- عدد الإشطاءات
3- ارتفاع النبات
4- نوع الزراعة : بعلية ، مروية
5- موعد الزراعة
6- طريقة الزراعة : نثر باليد أو بالبذارة الآلية.
7- نقاوة البذار ونسبة إنباته.
وبتطبيق هذه العوامل على الأصناف المحلية من الشعير، يلاحظ أن بذور هذه الأصناف من الحجم الوسط ، ومتوسطة الإشطاء.
والدونم الواحد يستوعب (240.000) نبات ، وأن الكيلو غرام الواحد من بذار الشعير المحلي يحوي على 28000 حبة.
وعليه تتراوح كمية البذار في الدونم الواحد 8-10 كغ حسب نقاوة البذار وحيويته وبتطبيق المعادلة التالية يمكن الحصول على الكفاءة الزراعية للبذار.
التسميد
الزراعة البعلية
أ- السماد الآزوتي:
منطقة الاستقرار الثانية: يضاف 60 وحدة آزوت نقي للهكتار على دفعتين متساويتين الأولى مع الزراعة والثانية عند الإشطاء.
منطقة الاستقرار الثالثة: يضاف 40 وحدة آزوت نقي للهكتار على دفعتين متساويتين الأولى مع الزراعة والثانية عند الإشطاء.
ب- السماد الفوسفوري: يضاف في منطقة الاستقرار الثانية 40 وحدة فوسفور للهكتار دفعة واحدة مع الفلاحة الأخيرة أو مع الزراعة. أما في منطقة الاستقرار الثالثة فينصح بإضافة 2 وحدة فوسفور للهكتار دفعة واحدة مع الفلاحة الأخيرة.
الزراعة المروية
أ- السماد الآزوتي: يضاف 80 وحدة آزوت نقي للهكتار على ثلاث دفعات متساوية، الأولى مع الزراعة والثانية عند الإشطاء والثالثة عند الإسبال. ب- السماد الفوسفوري: يضاف 50 وحدة فوسفور للهكتار دفعة واحدة مع الفلاحة الأخيرة . تحول هذه الكمية حسب تركيز السماد المستعمل
الأمراض
يصاب الشعير بأمراض عدة أهمها :
التفحم السائب Loose or false loose smut
الفطر المسبب Ustilago nuda .الأعراض: تظهر السنابل المصابة قبل السليمة، وتتحول الحبوب إلى كتل جرثومية سوداء اللون محاطة بغشاء شفاف حيث يتمزق جزئياً عند تمام النمو، بفعل الرياح.
وفي نهاية الموسم يبقى جزءً كبيراً من الجراثيم على محو السنبلة والقسم الآخر ينتقل بواسطة الرياح ، تحدث الإصابة بواسطة الرياح الحاملة للفطر وقت الإزهار حيث يكمن الفطر داخل جنين الحبة التي تشابه ظاهرياً الحبة السليمة وعند زراعة هذه الحبوب تظهر الإصابة في هذا المرض.
ينشط هذا المرض في درجات حرارة تتراوح بين 15-20مº مع جفاف التربة، وارتفاع الرطوبة الجوية، تمتص الجراثيم الرطوبة الجوية فتسقط على الأزهار ثم تنبث وتحدث الإصابة. وتقدر الخسارة في هذا المرض حسب شدة الإصابة ، وتكون المقاومة لهذا المرض باستعمال المطهرات البذرية والجهازية ومعاملة البذور قبل الزراعة.
والشكل رقم (3) يوضح الإصابة بهذا المرض.
العفن الكليTake all
الفطر المسبب gaeumannomy cesgaminis.الأعراض: تظهر نموات سوداء تحت أغماد الأوراق قرب سطح التربة تكون مصحوبة بعفن جاف لقاعدة الساق والجذور حيث تصبح بنية غامقة أو سوداء لامعة، النباتات المصابة أقصر من السليمة وتتعرض عادة للرقاد والكسر قرب سطح التربة كما وتصبح الأوراق خضراء شاحبة. تنضج السنابل قبل الأوان وتكون بيضاء اللون ولاتحمل حبوباً أو تعطي حبوباً قليلة ضعيفة الإنبات ، تؤدي الإصابة المبكرة إلى تلون الجذور باللون البني ثم تعفنها يتبعه موت كامل النبات.
تكمن جراثيم هذا الفطر في التربة ويمكنها الاحتفاظ بحيويتها لفترات طويلة جداً كما وتوجد على بقايا النباتات المصابة ، ولدى الزراعة في أرض ملوثة تنبت الجراثيم وتصيب الجذور أو الساق عند نقطة تلامسها بالتربة ، وبالرغم من حدوث الإصابة في طور البادرات فإن لايمكن ملاحظتها إلا بعد ظهور السنابل.
يزداد تأثير المرض على طول النبات في المناطق الجافة حيث تبدو النباتات متقزمة وقليلة الإشطاء، وبشكل عام لاتكون الإصابة عامة في الحقل بل تقتصر على بقع متفرقة.
الوقاية
إتلاف بقايا النباتات المصابة ، اتباع دورة زراعية مناسبة في الأراضي الموبوءة كما استعمال المطهرات الفطرية البذرية ولاسيما الجهازية يقلل من الإصابة.المصدر