السينما في كردستان

تاريخ

عرض أول فيلم في العراق في منتصف عام 1909 في بغداد وكان العرض الأول يتحدث عن / صيد الفهد / و / البحر الهائج / و / جنازة أدوار السابع / ملك إنكلترا وقد تم عرض أول فيلم ناطق في سينما / الوطني / وهو فيلم / ملك الموسيقى / الذي احدث ضجة في أوروبا وأمريكا آنذاك , وذلك في الجانب الغربي من بغداد وبعده تم إنشاء أول صالة عرض عام 1911 في منتصف شارع الرشيد وسميت الصالة بسينما / بلوكي / وهو اسم التاجر المستورد للأفلام وقتها . وكانت العراق ولاية عثمانية , وقد شيدت بعدها عدة صالات منها / العيسائي . أولمبيا . سنترال . الوطني . الحمراء / .ألا أن ظهور السينما في العراق لم يتم إلا بعد الحرب العالمية الثانية على أيدي ا لفنان / احمد بدر خان / و / إبراهيم حلمي / ففي عام 1946 تأسست أول شركة سينمائية في العراق بأسم / أفلام الرشيد / لصاحبها عادل عبد الوهاب وانتج فيلم / ابن الشرق / الذي أخرجه / إبراهيم حلمي / وعرض الفيلم لأول مرة في بغداد 20 . 11 . 1946 في سينما الملك غازي وحقق إقبالا جماهيريا كبيرا . وظهرت بعدها عدة أفلام مثل وردة إخراج وسيناريو / ليحيى فائق / وهي قصة يوميات نائب في الأرياف لتوفيق الحكيم وعرض عام 1956 .

وفيلم ندم / لعبد الخالق السامرائي / .وبعد ثورة تموز 1958 تم ا نشاء مصلحة السينما والمسرح في عام 1959 ولكن هذه المؤسسة لم تستطع أن تقوم بأي دور مطلوب منها بل على العكس من ذلك كانت تشكل الكثير من الأحيان عامل إعاقة وإقصاء لكثير من المواهب والخبرات الفنية , ولكن ما هو دور الكردي في السينما العراقية وهل كان هناك سينما كردية في العراق . لو دققنا في مخرجي أفلام الأربعينيات لوجدنا بأن أول مخرج في العراق هو / احمد بدر خان / وهو كردي من تركيا وكذلك / كاميران حسني / الذي اخرج فيلم ( سعيد افندي ) واصله من منطقة ( بهدينان ) وقد مثله يوسف العاني وزينب وجعفر السعدي وعرض عام 1957 ويعتبر من الأفلام المهمة أيضا في مرحلة نشوء وتتطور السينما في العراق . وكذلك / حكمت لبيب / الذي اخرج فيلم ( بصرة ساعة 11 ) وفيلم ( أوراق الخريف ) . و / عبد الجبار توفيق ولي / والذي اخرج فيلمه ( الغيمة ) وهو فيلم كوميدي صور في المناطق الريفية وعرض في 28 / 5 / 1962 في سينما الخيام . وقد اخرج أيضا فيلم ( من المسؤول ) الذي عرض في أيلول عام 1957 وكان من إنتاج شركة سو مر عن قصة الكاتب العراقي ادمون صبري ويعتبر هذا الفيلم من الأفلام التي تناولت الواقع بأسلوب واقعي . و يعتبر يحيى فائق الذي اخرج فيلم ( وردة ) وكذلك المخرج / خليل شوقي / و / يوسف جرجيس / و / محمد شكري جميل / , هؤلاء كلهم من الأكراد .

ولكن للأسف لم يعملوا في أي يوم من الأيام إلى قيام سينما كردية أو سينما تتحدث عن الأكراد باستثناء / يوسف جرجيس / الذي حاول القيام بفيلم يتحدث عن . / كاوا الحداد / . ولكن الفاشية لم تسمح له باستكمال ما تبقى له من عمل في إنهاء فيلمه وكذلك المخرج / يحيى فائق / الذي حاول افلمة قصة ( احمد خاني ) المشهورة ( مم زين ) ولكن مشروعه لم يرى النور . كما حاول المصور / أند رواس عيس / وهو مسيحي من كردستان العراق بتصوير فيلم عن كردستان ولكن عدم رغبة السلطات منعت فيلمه من أن تشاهده أعين الجماهير على شاشة التلفزيون والسينما . ورغم وجود كوادر سينمائية وفنية عالية كردية في كردستان العراق , يحق للمرء التساؤل عن عدم إنتاج هؤلاء المخرجين أي شيء عن قوميتهم .؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة يجب سماعها من فم المخرجين الأكراد في كردستان العراق أنفسهم .ولكن سماع ذلك يعتبر مسألة صعبة نتيجة ما لحق بهم من اضطهاد وملاحقة السلطات لهم بعد انقلاب عام 1963 مما أدى ذلك إلى هجرة اغلب هؤلاء خارج العراق إلى أمريكا وإيطاليا , أو من تحول قسم منهم عن السينما ليعمل في مجالات أخرى ومنهم من انضم إلى جوقة أبواق السلطة في مدحه وتجميله ومن حاول أيضا إخراج أفلام مضادة للشعب الكردي ولنضاله .

وان ما يمكن تسجيله من نقطة مهمة هنا أيضا هو ضعف الفكر القومي عند هؤلاء المخرجين وتأثرهم بالثقافة العربية أو الغربية ومنهم لم يرى من الشجاعة للصعود إلى كردستان ودراسة ومشاهدة الواقع الاجتماعي اليومي في كردستان وافلمة ذلك . وأيضا انعدام القوة الاقتصادية من ناحية الاستوديوهات الخاصة أو المستقلة لقيام أفلام كردية حقيقية . كما إن البرجوازية الكردية لم تحاول تطوير هذا الفن الذي يحتاج إلى رأسمال كبير لتوسيعه وانتشاره بين الناس وحسب إحصائيات عام 1977 لم يوجد في مدن كردستان العراق سوى 15 دار للسينما .وقد أرسلت الحكومة العراقية بعد اتفاقية عام 1970 البعثات التلفزيونية والسينمائية لإنتاج أفلام قصيرة أو وثائقية عن كردستان والأكراد ولكن اغلب هذه الأفلام كانت ذات طابع سياحي أو دعائي أو تجسسي على المواقع العسكرية للحركة الكردية .ولكن ثمة سؤال آخر يمكن طرحه وهو ألم يستطيع بعض السينمائيين الأكراد في ظل الحركة الكردية في كردستان من قيام ببعض الأفلام أو محاولة القيام بذلك .لقد استطاع بعض الشباب الأكراد في تلك الفترة من السفر إلى البلدان الاشتراكية لدراسة السينما والإخراج والرجوع إلى العراق ومنهم / جلال بيتوجي / الذي درس في ألمانيا الديمقراطية , التصوير السينمائي وعمل في تلفزيون بغداد رئيسا لقسم التصوير ومدرسا في معهد الفنون الجميلة في بغداد ... وقد كلف في عام 1972 بإنتاج فيلم وثقائي عن الاحتفالات الشعبية في كردستان على شريط 35 مم ملون ...

إلا أن هذا الفيلم لم يشاهد النور فأضطر للسفر خارج العراق ... كما اجبر المتخرجين الشباب على البقاء خارج البلاد لعدم تمكنهم من العمل بحرية كونهم من القوى الديمقراطية .وهناك محاولة قام بها المصور الكردي / قادر نوري / الذي انتج أفلام وثائقية عن كردستان العراق وفيلما وثائقي طويل بأسم / كردستان في النيران / وهو فيلم وثائقي لحياة الأكراد في العراق وإيران والاتحاد السوفيتي .

المصدر

  • اعداد . صلاح الدين بلال