الاهوار

أهوار العراق
لاكثر من نصف قرن , اهوار الجنوب كانت مأمنا للطيور المهاجره من شهر تشرين الاول حتى نهاية شباط من كل عام .. ويتسلل جمالها وروعتها وهدوئها الى اعماقنا فانطبعت في حدقات العيون .. كانت واحات أمن وأمن وراحة واستجمام .. أهوار العراق هي مناطق سبخات في جنوب العراق عند ملتقى نهري دجلة والفرات. تشكل الأهوار في الجنوب الحوض الطبيعي لنهري دجلة والفرات وتوابعهما، وتكونت منذ آلاف السنين من تغذية هذين النهرين، وأهم هذه الأهوار اهوار الجبايش في ذي قار التي تعد أكبر مناطق اهوار جنوبي العراق وتبلغ مساحتها نحو 600كم2، فضلا عن اهوار الحمار والحويزة ومجموعة أخرى من الأهوار والمسطحات المائية المتصلة تقريبا ببعضها وموزعة على محافظات البصرة وذي قار وميسان على أرض تزيد مساحتها على ثلاثة ملايين دونم جنوبي العراق.

ويعيش سكان الأهوار في جزر صغيرة طبيعية أو مصنعة في الأهوار، ويستخدمون نوعا من الزوارق يسمى بالمشحوف في تنقلهم وترحالهم.

للأهوار تأثير إيجابي على البيئة فهي تعتبر مصدر جيد لتوفير الكثير من المواد الغذائية من الأسماك والطيور والمواد الزراعية التي تعتمد على وفرة وديمومة المياه مثل الرز وقصب السكر.

ويعتقد البعض أن المنطقة هي الموقع الذي يُطلق عليه العهد القديم "جنات عدن". وتشير الدراسات والبحوث التاريخية والأثرية إلى أن هذه المنطقة هي المكان الذي ظهرت فيه ملامح السومريين وحضاراتهم وتوضح ذلك الآثار والنقوش السومرية المكتشفة.

ظهرت فكرة تجفيف هور الحمار في تقرير وليم ويلكوكس عام 1911 عندما اقترح تنفيذ ربط نهاية نهر الفرات في منطقة الطار مع مخرج هور الحمار في مدينة الجبايش ووضع سداد لهذا المجرى على الجانبين ليحرم هور الحمار من أهم مصادره المائية ونفذ هذا المقترح في ثمانينات القرن الماضي باسم الحفار، كما ظهر تجفيف هور الحمار في تقرير شركة تبيت وشركاءها عام 1958 باسم مشروع ري وبزل المالحة وقام صدام حسين بتنفيذ نفس المخطط وقد تعرضت للتجفيف في التسعينيات من القرن الماضي وتحديدا بعد انتفاضة عام 1991 أو ما يعرف بـالانتفاضة الشعبانية، عقابا لسكان الأهوار الذين تمردوا على نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ولم يتبقى سوى 4% من اجمالي مساحتها بعد تجفيف 96% منها، إلا أن الحكومة الحالية قد بدأت بمشاريع لتنمية الأهوار.

“الخسارة المأساوية لأهوار بلاد الرافدين تبرز بأعتبارها واحدة من أعظم الكوارث البيئية في العالم،أن تجفيف الأهوار العراقية قد دمر موائل شتائية لأنواع كثيرة من الطيورالمائية المهاجرة من غرب سبيريا الى جنوب أفريقيا وأعداد تصل الى الملايين .كما تعطي مثالاً على طائر الدخلة هذا الطائر المحلي المعروف بغريد البصرة والذي تأثر كثيرا بسياسة التجفيف ،حيث رصدت أحدى محطات المراقبة في كينيا تضائل أعداده بعد تجفيف أهوار جنوب العراق.أن تأثير تجفيف الأهوار العراقية أمتد الى آلاف الأميال مابعد حدود البلد وألقى بظلاله على التنوع الأحيائي في أفريقيا وهدد حياة أكثر من 66 نوع من الطيور. ان النتائج المترتبة على الحرب والضغوط الأخرى على حياة الطيور في العراق تمتد إلى ما هو أبعد من حدود البلاد.أن أعادة أغمار أهوار جنوب العراق ليست بسيطة ولكنها واعدة وخاصة ما يتعلق بهور الحويزة والأهوار الوسطى وهور الحمار”.

وفي عام 2016 تم إدراج الأهوار ضمن منظمة التراث العالمي "اليونيسكو "

المصدر