سرجون الاكدي

سرجون الأول (بالأكادية: "شارّو كِن"، بمعنى الملك الاسد) هو مؤسس السلالة الأكادية. امتدت إمبراطوريته الواسعة من عيلام إلى البحر المتوسط، واشتمل ذلك بلاد ما بين النهرين والأناضول. حكم منذ عام 2334 حتى 2279 ق.م.، من عاصمة جديدة وهي أكاد، التي تقع في الضفة اليسرى لنهر الفرات بالقرب من كيش. ولم يكن سرجون هذا من أبناء الملوك، ولكن الأساطير السومرية إصطنعت له سيرة روتها على لسانه، فهو يقول: "وحملت بي أمي الوضيعة الشأن، وأخرجتني إلى العالم سراً ووضعتني في قارب من السل كالسلة وأغلقت علىَّ الباب بالقار". وأنجاه أحد العمال، وأصبح فيما بعد ساقي الملك، فقربه إليه، وزاد نفوذه وسلطانه. ثم خرج على سيده وخلعه وجلس على عرش أجاد، وسمى نفسه "الملك صاحب السلطان العالي" وإن لم يكن يحكم إلا قسما صغيراً من أرض الجزيرة. ويسميه المؤرخون سرجون "الأعظم" لأنه غزا مدناً كثيرة، وغنم مغانم عظيمة، وأهلك عدداً كبيراً من الخلائق. وكان من بين ضحاياه لوجال- زجيزي نفسه الذي نهب لكش وانتهك حرمة إلهتها، فقد هزمه سرجون وساقه مقيداً بالأغلال إلى نبور. وأخذ هذا الجندي الباسل يخضع البلاد شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، فاستولى على عيلام وغسل أسلحته في مياه الخليج العربي العظيم رمزاً لانتصاراته الباهرة، ثم اجتاز غرب آسية ووصل إلى البحر الأبيض المتوسط، وظل يحكمها خمساً وخمسين سنةً، وتجمعت حوله الأساطير فهيأت عقول الأجيال التالية لأن تجعل منه إلهاً. وانتهى حكمه ونار الثورة مشتعلة في جميع أنحاء دولته.

حاكم الإمبراطورية الأكدية

اصله ونشأته

ولد سرجون سنة 2300 ق م وسرجون الاكدي هو ملك من اصول سامية قصة ولادته تشبه قصة ولادة موسى عليه السلام وثم انتشله ساقي ملك كيش اور زبابا الذي اسمه اكي(ساقي) تقول النصوص السومرية ان هناك حربا اندلعت بين سلالتي اوروك و كيش انتصر بها ملك اوروك لوغال زاغيزي سي وتمكن من السيطرة على مدينة كيش وقام لوغال زاغيزي سي بأسر اور زبابا واسره إلى اوروك وقتله هناك

بعد فترة قصيرة قرر سرجون الثأر لما حصل لمدينة كيش ولما حصل لملكها اورزبابا فجمع تأييد سكان مدينة كيش وحشد جيشا لمهاجمة لوغال زاغيزي سي في مدينته اوروك ليخوض المعركة المعروفة بمعركة الوركاء فتمكن من هزيمته واسره من هناك وجلبه امام تمثال الالهة إنانا وتمكن بذلك من توحيد الدويلات السومرية .

بعد ذلك قام سرجون ببناء مدينة أكاد التي موقعها حتى الان غير معروف وسمي بسرجون الاكدي نسية إلى مدينة أكاد التي بناها وجعلها عاصمة لامبراطوريته لكن يقال بأن اينشاكوشانا ملك أوروك هو الذي بنى مدينة أكاد وان سرجون الاكدي اعتمدها كعاصمة له بسبب وجود معبد الالهة إنانا فيها والذي يعتقد بان اينشاكوشانا هو جد سرجون وهناك من يقول ان اينشاكوشانا هو الملك نمرود الذي ذكر في التوراة والذي يقول النص التوراتي بان نمرود كان ابتداء مملكته في بابل وثم بنى أكاد وأوروك وكلنة وكذلك هناك من ينسبون بأن سرجون الاكدي هو الذي بنى مدينة بابل مقابل مدينة كيش وكذلك فان اخذ من تراب مدينة بابل ونقله إلى أكاد عاصمته إذ كان يظن بان بابل هي مدينة مقدسة

انشاء مملكة سرجون

بعد ان تمكن سرجون من السيطرة على مملكة كيش تمكن من السيطرة أيضا على مملكة أوروك وثم تمكن من السيطرة على مدينة اوما وبعد ذلك تمكن من الاستيلاء على نيبور وبعد ذلك تمكن من الاستيلاء على اور وثم اتجه شرقا نحو لكش ووحدها ضمن مملكته وبعد ذلك اتجه إلى جنوب شرق بمحاذاة الخليج العربي وبهذا تمكن من توحيد جميع المدن السومرية . بعد ذلك برز خصم اخر لسرجون الاكدي وهو كاشتوبليا ملك مدينة كازالا التي تقع قرب مدينة ماري الشوباري لكن سرجون الاكدي تمكن من هزيمته وضم مملكته اليه بعد ذلك قام سرجون بتأسيس جيش قوي من السومريين والأكديين الساميين وهذا مما ساعد الساميين الذين كانوا في بلاد ما بين النهرين ان يستولوا على مقاليد الحكم واصبحت اللغة الأكدية هي اللغة الرسمية في بلاد الرافدين كما تطورت التجارة بين الساميين في بلاد الرافدين وبين المدن والمستعمرات السامية في الخليج العربي مثل مجان وميلوحا ودلمون , اصبحت الالهة السامية هي الالهة الرسمية في امبراطورية سرجون لكن الساميين احترموا الالهة السومرية ةتركوا حرية العبادة للسومريين فبرزت الهة سامية مثل الاله انو والآلهة إنليل وبعد ذلك اتجه سرجون لفتح البحر الأبيض المتوسط وبذلك اصبح سرجون اول امبراطور في التاريخ القديم واول من وحد اراضي العراق اليوم .

حروب سرجون في الشمال والشرق

بعد ان وحد سرجون المدن السومرية والسامية قرر توجيه فتوحاته إلى الشمال وتمكن من السيطرة على مدن ماري ويارموتي وإبلا وثم اتجه نحو غابات الارز في لبنان والى الجبال الفضية (جبال طوروس وتكمن الأكديون من الاستيلاء على الطرق التجارية المهمة التي كانت تنقل الخشب والمعدن التي كانت بمحاذاة نهر الفرات وبعد ذلك توجه سرجون نحو الشرق وتمكن من الاستيلاء على المدن العيلامية وتمكن من ضم مدينة اوان وثم استولى على مدينة سوسة (إيران) وبارهاشي وكافة المناطق المجاورة لهذه المدن اصبحت تحت السيطرة الاكدية .

فترته الاخيرة

كشفت أحد ملاحم في تل العمارنة المكتوبة بااللغة الأكادية عن ان سرجون هاجم القبائل الحيثية والحورية في قلب الأناضول وحارب ملك مدينة بوروشاندا وتمكن من ضم تلك المدينة أيضا وكان هذا انجازا كبيرا يحسب لسرجون إذ الذي فعله كان في القرن 23 قبل الميلاد واكدت الحفريات في تركيا وجود الجيش الاكدي في الاناضول ونفس الملحمة اكدت بأن الملك سرجون قام ابالسيطرة على السواحل الغربية للبحر الأبيض المتوسط وكذلك بأنه تمكن من انشاء اسطول في البحر الأبيض المتوسط واتجه نحو جزيرة قبرص (التي كان اسمها في ذلك الوقت كريت) وقام بمحارية كيفتيو التي كانت احدى المواقع في قبرص , توفي سرجون في سنة 2279 ق م واستمر حكمه لمدة 56 سنة وحكم من بعده ابنه ريموش

ارث سرجون

حسب بعض المدونات القديمة فأن سرجون توفي سنة 2215 ق م لكن ابنه الأكبر ريموش هو من كان يقوم بادارة الامبراطورية وقمع الثورات ضد سرجون وثم تبعه اخوه مانيشوتشو (الذي حكم لمدة 15 سنة) , سرجون بعد وفاته ترك ارث كبيرا عند حكام بلاد الرافدين من بعده وخاصتا الملوك البابليين والآشوريين وحاول ملوك بلاد الرافدين تشبيه انفسهم بسرجون وحاولوا ضم المناطق التي احتلها سرجون , الملك البابلي الكلداني نبو نيد (556-539 ق م) والذي يعتبر اخر ملك وطني حكم بلاد الرافدين قبل ان يأتي كورش الكبير الاخميني واحتلها ابدى اهتماما كبيرا بسرجون الاكدي وقام بزيارة المواقع التي كان يتواجد بها سرجون والكثيرون من المؤرخين الان يرغبون بمعرفة سرجون اكثر .

عائلة سرجون

تزوج سرجون من تاشلولتوم وانجب منها ابناء وقد انجب كذلك اينهيدوانا ابنته الصغرى والتي ادعت انها الالهة إنانا واصبحت تحكم في اور كما انه انجب منها ابنه ريموش وبعد وفاة ريموش تولى اخوه مانيشوتشو السلطة وكذلك انجب شو انليل ( ايباروم )ويبايس تكال (ابياش تكال)

أقاويل حول سرجون

يقول المؤرخ الكلداني بيروسوس في كتابه (ملوك الكلدان بعد الطوفان) بأن سرجون كان كلدانيا ولقب نفسه بملك الكلدان العظيم وبما ان سرجون كان من الساميين , فالكثير من المؤرخين يعتقد بوجود الساميين في جنوب ما بين النهرين منذ فجر التاريخ ولقبوا بالفراتيين الاوائل وهم الذين بنوا مدينة إريدو وكيش وأوروك قبل وصول السومريين اليها وبان تسمية الساميين اصبحت اكديين نسبة إلى مدينة اكاد التي اتخذها الملك سرجون عاصمة له وبأن عرق سرجون هو كلدي وكذلك قال المؤرخ العراقي حسن النجفي بان سرجون كان اكدي الموطن وكلدي العرق .

ومن الاقاويل الاخرى بأن سرجون ضم مصر إلى امبراطوريته وكانت يسمي مصر بمزر وان أحد ابنائه كان اسمه منس والذي اصبح بعد ذلك فرعونا لمصر ويقال بان الاكديين وبواسطة سرجون هم من ادخلوا بريطانيا إلى العصر البرونزي إذ كشفت بعد النصوص الاثرية بأن بريطانيا دخلت إلى العصر البرونزي في اثناء فنرة حكم سرجون الاكدي وان امبراطورية سرجون بلغت اكثر من ضعفي امبراطورية اسكندر الأكبر إذ امتدت امبراطوريته من الهند شرقا إلى مصر غربا ومن أوروبا شمالا إلى إثيوبيا جنوبا وان لهذه الأسباب تجاهل المؤرخين سرجون إذ كانوا يهابونه ويهابون ما فعله لكن ذلك يحتاج إلى ادلة دامغة إذ كان من الصعب أو المستحيل بذلك الوقت ان تؤسس امبراطورية بهذه السعة وكان من المستحيل عبور جيوش في كل تلك الاراضي لكن شخصية سرجون تيقى تدور حولها الألغاز وعن مافعله في ذلك العصر من انجازات .

سرجون في دائرة المعارف البريطانية

ورد في الموسوعة البريطانية ما لي: إن مصادر معرفتنا بحياة سرجون نستقيها باكملها من الاساطير والحكايات التي جاءت بعد شهرته خلال الفين عام من التاريخ الرافدي الذي سجل بالكتابة المسمارية، وليس من وثائق كتبت في زمنه...

المصدر

وصلات