الاكديين

الإمبراطورية الأكدية هي إمبراطورية تمركزت في مدينة أكد (سومرية: أگد حيثية كور.أ.گد.ديكي أي "أرض أكد" وحسب التأريخ التوراتي أكد) ويالمناطق المحيطة بأكد في منتصف بلاد الرافدين (حاليا العراق).تقع مدينة أكد على الصفة الغربية لنهر الفرات بين زمبير وكيش (في العراق 50 كم جنوب غرب مركز بغداد). على الرغم من الأبحاث واسعة النطاق، لم يتم العثور على الموقع بوجه دقيق. أزدهرت الحضارة الأكدية خلال الفترة 22 - 24 ق.م ووصلت ذروتها، عقب غزو سرجون الأكدي.

وبسبب السياسات الأكدية تحو الاستيعاب اللغوي، أخذت أكد هذا الاسم من اللهجة السامية الغالبة: اللغة الأكدية، تعكس استعمال أكدو ("في لغة أكد") في الفترات البابلية القديمة كتدليل على وجود نسخة سامية للنصوص سومرية الأصل.

تاريخ

الأصل

المتحدثون باللغات سامية وجدوا في بلاد الرافدين منذ فجر التسجيل التاريخي، وسرعان ماحققت الصدارة في بداية حكم السلالة الكيشية وعدد من المواقع شمال سومر، حيث هنالك بدأ الحكام ذوو الأسماء ذات الأصل السامي بإنشاء ممالكهم في الألفية الثالثة قبل الميلاد. واحد من هؤلاء، وجد تزامنا مع الآخر حكام سومر، لوجال-ساجي-سي حاكم أوروك، كان الوشارشيد الذي بكبح النفوذ العيلامين وفقا للنصوص في نيبور. ومن بعدها بداية تكوين إمبراطورية إقليمية.

وقد كان سرجون هو أول حاكم لإمبراطوريتي أكد وسومر، ومن الجدير بالذكر أنه قد تم اكتشاف أن هناك توسعات سبقت توسعات سرجون على يد ملوك سومريين.

البداية

ظهر سرجون في مدينة كيش في نحو عام (2350 ق م) واستطاع الاستئثار بالسلطة وسرعان ما شكل جيشا فتح به المدن المجاورة لكيش، ولم يقف عند ذلك بل خاض معارك طاحنة ضد (لو كال زاكيزى) ملك أوروك حتى تغلب عليه وأخضع دويلات المدن السومرية الأخرى وكان ذلك في نحو (2340 ق م) ووحد منطقة الهلال الخصيب وأخضع الأناضول وعيلام ومنطقة الخليج العربي فصارت أقطار الشرق الأوسط تحت حكمه في إمبراطورية شاسعة الإطراف، اتخذ مدينة أكد عاصمة لها. ولم يعرف موقع هذه المدينة حتى اليوم بصورة أكيدة ولعلها تقع في المنطقة الوسطى من العراق حالياً بالقرب من بابل وسبار بجوار مدينة المحمودية الحالية.

سرجون (2340 – 2284 ق م)

ومعنى اسمه " شرو كين " الملك الصادق أو الشرعي أو الثابت وتخبرنا النصوص عن نشأته، بأن والدته كانت من نساء المعبد، وأن والده غير معروف، ولما ولد وضعته والدته في سلة ورمته في الفرات حيث عثر عليه بستاني ورباه فلما ترعرع وشب شملته الآلهة عشتار بعطفها وحبها ثم تدرج في الوظائف حتى ارتقى إلى خدمة ملك كيش (أور زبابا) بل استولى أخيرا على العرش وبنا مدينة أكاد وجمع حوله جيشاً واخضع غرب آسيا.

حكم سرجون 56 سنة جلب خلالها الرخاء للشعب واستتب الامان في كل مكان ونشر المعارف والعلوم والفنون والكتابة. وقد وجدت ألواح من الطين مكتوبه بالخط المسماري وباللغة الاكدية في كثير من المستعمرات البعيدة في الأناضول وعيلام وفي زمنه ترقت الفنون الجميلة وفي المتحف العراقي رأس تمثال بالحجم الطبيعي من البرونز وجد في نينوى لعله يمثل سرجون نفسه وقد يمثل حفيده نرام سن ويعتبر من اثمن القطع الفنية واجملها وأدقها تعبيرا. وبعد وفاة سرجون في نحو عام (2284 ق م) تبعه ولداه ريموش ثم مانشتوسو وقد بدل كل منهما قصارى جهده للابقاء على كيان الإمبراطورية الشاسعة حتى تولى الحكم حفيده نرام سن.

نرام سن (2260 – 2223 ق م)

استطاع نرام سن إعادة فتح الأقطار التي كانت تحت حكم جده سرجون وإخضاعها ثانية وأضاف إليها مقاطعات جبلية كمنطقة اللولوبيين في جبال زاكروس واخضع العيلاميين وقد خلد نرام سن فتوحاته هذه في مسلة كبيرة من الحجر تمثله على رأس جيشه في منطقة جبلية وعره والمسلة اليوم من معروضات متحف اللوفر بباريس وجدتها البعثة الفرنسية قبل أكثر من نصف قرن في سوسة عاصمة العيلاميين في إيران وقام نرام سن بإعمال عمرانية واسعة فنظم الحياة الاجتماعية في البلاد وسار على القوانين الموحدة التي نشرها جده سرجون وجعل اللغة الاكدية لغة رسمية في جميع الهلال الخصيب. وبعد إن حكم 37 سنة تولى الحكم بعده ابنه :

شر كلي شرى (2223 – 2198 ق م)

بذل شر كلي شرى ما في وسعه للمحافظة على الإمبراطورية الواسعة ولكن مساعيه كانت دون جدوى إذ إن كثيرا من المقاطعات البعيدة انفصلت عن المركز وتحركت في زمنه وما بعده جموع من سكان الجبال الشرقية عرفوا بالكوتيين كما إن السومريين كانوا يتحينون الفرص في الداخل للاستقلال بمدنهم القديمة. وبعد وفاة شر كلي شرى توالى على الحكم بعده سنة ملوك ضعفاء حكموا من (2198 – 2195 ق م) انفصلت خلال حكمهم أكثر المقاطعات واستقلت بعض المدن السومرية مثل اوروك حتى ان ثبت الملوك كان في حيرة من أمره فيذكر انه أصبح من الصعب معرفة من كان ملكا منهم ومن لم يكن. وأخيرا زحفت أقوام الكوتيين من المناطق الجبلية ونزحت نحو أواسط البلاد وفتحت بلاد أكاد وسومر وخربت المدن فعم الخوف والذعر في البلاد وكان في ذلك القضاء على المملكة الاكدية في نحو عام (2159 ق م) بعد أن حكمت زهاء القرنيين.

شاهد أيضا

المصدر