نظريات تكوين النفط الخام

هناك عدة آراء و نظريات حول تكوين النفط الخام في الطبيعة ، و لكن البحث العلمي لحد الان لم يصل الى نتيجة قاطعة حول هذا الموضوع و اهم النظريات التي جاءت في هذا المضمار هي :

النظرية اللاعضوية (المعدنية) :

تفترض هذه النظرية ان النفط الخام تكون في باطن الارض عن طريق تفاعلات كيميائية بين الماء و ثنائي اوكسيد الكاربون مع موادج لاعضوية كالكاربيدات و الكاربونات و كذلك تتفاعل التسبات الفلزية القلوية مع ثنائي اوكسيد الكاربون في درجات الحرارة العالية لتكون كربيد قلوي Alkaline Carbide

و قد حظر مختبريا غاز الميثان من تفاعل كاربيد المغنيسيوم مع الماء

Al4C3 + H2O → 3CH4 + [AL(OH)4]

و كذلك تم تحضير غاز الاستيلين من تفاعل كاربيد الكالسيوم مع الماء

CaC3 + 2H2O → Ca(OH)2 + C2H2

و قد وضعت هذه النظرية بعد ان اثبت العلماء انه يمكن تحضير المركبات العضوية من مركبات لاعضوية. الا ان هذه النظرية لم تلاقي قبولا كبيرا للاسباب الاتية : اولا : ان الفحص الجيولوجي للاحجار النفطية لا يستدل منه على وجود الكاربيدات فيها ، فلو ان النفط تكون من الكاربيدات لعثر على اثر لهذه المواد في الاحجار النفطية.

ثانيا : ان محتوى الارض من كاربيدات المعادن لا يكفي لتكوين مثل هذه الكميات الهائلة من النفط الموجودة في باطن الارض.

النظرية العضوية :

تفترض هذه النظرية ان النفط الخام تكون في باطن الارض نتيجة لتفسخ المواد العضوية الموجودة في الحيوانات و النباتات و التي كانت تعيش في عصور جيولوجية سابقة بعملية تقطير اتلافي للبقايا الدهنية للحيوانات و النباتات البحرية التي انطمرت تحت الارض منذ زمن سحيق و بعد ان تقطرت هذه الدهون بسبب الحرارة و الضغط الشديدين تجمعت الزيوت الناتجة في جيوب الصخور غير المسامية على شكل قباب تسمى بالمصائد النفطية.

و قد لاقت هذه النظرية قبولا كبيرا للاسباب التالية :

اولا : وجود المتحجرات البحرية في نفس مناطق وجود النفط الخام.

ثانيا : وجود منابع النفط الخام بالقرب من سواحل البحار.

ثالثا : احتواء النفط الخام على بعض المعادن مثل الحديد و الكالسيوم و المغنيسيوم و هذه المعادن موجودة في اجسام الكائنات الحية ايضا.

رابعا : كون التجمعات النفطية قريبة من طبقات محتوية على كميات كبيرة من المواد العضوية ، و هذه الطبقات الغنية بالمواد العضوية تعرف عادة بطبقات المنشأ (Source Beds).

و هناك نظريات اخرى في شرح اصل النفط منها بايجاز كالاتي :

النظرية البركانية :

و تتلخص بانه يمكن بفعل الماء على كاربيدات تحت الارض Subterranean ان تتكون الانفجارات البركانية و الدليل وجود كميات ضئيلة من النفط مصحوبا بالصخور البركانية في المكسيك و جاوة.

النظرية الكونية :

يعتبر النفط ناتجا اصليا لتفاعل الكاربون مع الهدروجين في الكتلة الكونية اثناء تصلب الارض. و الدلائل توجد احيانا كميات صغيرة من الهيدروكاربونات في الاحجار النيزكية.

نظرية هدرجة الفحم و المواد الكاربونية الاخرى :

تتحول المواد العضوية الصلبة الى هيدروكاربونات سائلة بعد اتحادها مع الهيدروجين تحت ظروف عالية من الضغط و الحرارة و بوجود العوامل المساعدة كالنيكل. و الدلائل امكانية هدرجة الفحم في المختبرات بكميات تجارية ، و احتواء رماد النفط على كميات كبيرة من النيكل ، و مع هذا يجب ان يبرهن على وجود الهيدروجين الحر في الطبيعة.

كما اكد العلماء في علم الكيمياء النفطية المعاصرة على دور العوامل المساعدة الموجودة في باطن الارض في تكوين النفط الخام و هذه لعبت دورا رئيسيا فس تكوين الهيدروكاربونات في العمليات المعقدة.

المصدر