سدة الهندية

ناحية سدة الهندية وهي ناحية عراقية تقع في وسط العراق ضمن منطقة الفرات الأوسط جنوب بغداد في محافظة بابل وتتبع أداريا إلى قضاء المسيب يبلغ عدد سكانها بحوالي 115,641 نسمة بحسب تقديرات وزارة البلديات والأشعال العامة لعام 2014.

التسمية

سميت الناحية باسم السدة التي أنشأت على نهر الفرات وهي سدة الهندية بالقرب من محافظة كربلاء وأصبحت من أهم المدن في المحافظة.

الموقع

تقع الناحية في محافظة بابل وتتبع أداريا إلى قضاء المسيب تبعد عن العاصمة بغداد بحوالي 80كم2 وعن مدينة الحلة 25كم2 وعن مركز قضاء المسيب 3-5كم2 وتقع قرب سدة الهندية المقامة على نهر الفرات.

المناطق المجاورة لها وهي كالتالي :

1- من الشمال - مركز قضاء المسيب

2- من الجنوب - قضاء الحلة : ناحية سنجار

3- من الشرق - قضاء المحاويل

4- من الغرب - محافظة كربلاء : قضاء الهندية

تاريخ التأسيس

يعود تاريخ تأسيس ناحية سدة الهندية إلى عام 1911م أو 1913م عندما أنشأت سدة الهندية على نهر الفرات وذلك لرفع منسوب المياه في كربلاء وبابل . وقد كانت عبارة عن قرية صغيرة يسكنها مجموعة من المزارعين والفلاحين حتى زاد عدد سكانها للتحول إلى ناحية عام 1921م تتبع قضاء المسيب.

الفكرة والإنجاز

سبقت فكرة إنشاء هذه السدة مجموعة إرهاصات تاريخية بدأت عام 1860 عندما زار مراقد النجف وزير ملك الهند محمد شاه الهندي آنذاك، المهراجا يحيى آصف الدين الهندي، فوجد المدينة تعاني شح المياه، فقرر التبرع بحفر مجرى مائي من نهر الفرات، وسمي نهر الهندية نسبة إليه.

ورغم الفوائد الكبيرة التي انعكست على عديد من المناطق المؤدية إلى النجف، فإن هذا المجرى كان له تأثير سلبي على شط الحلة الذي جف بالكامل عام 1885، وتغير مجرى الفرات بكامله نحو نهر الهندية، فتسبب في اندلاع ثورة قام بها الفلاحون الذي تضرروا من جفاف النهر الأصلي، مما دفع الحكومة العثمانية إلى الاهتمام بهذا الأمر وقررت إنشاء سد يعيد بعض المياه إلى مجاريها السابقة.

وقررت الحكومة العثمانية آنذاك استدعاء المهندس الفرنسي شونديرفر، لتكليفه بإنشاء سد غاطس لحجز المياه، وأتمّ إنجازه عام 1890 وهو عبارة عن جناحين مع فتحة ملاحية وسط النهر لكنه لم يصمد طويلا، إذ انهار عام 1905.

السدة الثانية

بعد انهيار السد الغاطس، انتدبت الحكومة العثمانية المهندس الإنجليزي السير وليم ويلكوكس لدراسة مشاكل الري في العراق وإيجاد الحلول، فاقترح بناء سدة جديدة شديدة الإحكام تقع شمال السد الغاطس بحوالي 800 متر، وباشرت شركة جون جاكسون البريطانية إنجازها، باستخدام الطابوق والنورة (مادة بناء)، وافتُتِحَت عام 1913 بحضور رسمي كبير.

وتشتمل السدة -التي بلغت تكلفتها نحو 350 ألف ليرة عثمانية- على 36 بوابة بقدرة تصريف بلغت 3 آلاف متر مكعب في الثانية، وشارك في البناء أكثر من 3500 عامل عراقي، وصمدت السدة أكثر من 7 عقود تخللتها بعض أعمال الترميم، إلى أن جرى تجديدها عام 1989.

ويبلغ طول السدة الإجمالي اليوم نحو 215 مترا، وهي مكونة من 6 بوابات، بعرض 16 مترا لكل بوابة، إضافة إلى المحطة الكهرمائية.

منارة الهندية

شيدت الحكومة العثمانية منارة بالطابوق الفخاري لترتفع بالقرب من السدة القديمة في رغبة منها لتخليد ذكرى تدشين أول سدة.

وتتكون المنارة من قاعدة مربعة الشكل تحتوي على كتابات توثق تاريخ إنشاء السدة، وفيها عبارات تمجيد للسلطان عبد الحميد الثاني الذي أنجزت السدة في عهده، وتتدرج المنارة نحو الأعلى بارتفاع 7 طوابق تنتهي بعمود مخروطي يؤدي إلى قبة صغيرة يعلوها عمود نحاسي عليه هلال.

أهمية السدة

وتكتسب السدة في الوقت الحالي أهمية كبيرة كونها تغذي نصف مليون هكتار من الأراضي الزراعية في محافظات الفرات الأوسط.

التراث العالمي

وبعد جهود استمرت أكثر من عام، أعلنت بغداد يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 إدراج سدة الهندية ونواعير هيت في سجل التراث العالمي، وذلك خلال انعقاد اجتماعات المجلس التنفيذي للجنة الدولية للري والبزل (ICID) في مدينة مراكش المغربية.

واحتفل العراق بهذا الحدث الذي يشكل حافزا كبيرا لزيادة الاهتمام بهذه المواقع التراثية الفريدة في البلاد.

ومطلع عام 2022، أعلنت مديرية الموارد المائية في بابل المباشرة بأعمال تأهيل سدة الهندية القديمة لإعادتها ضمن المرافق السياحية في البلاد.

وخصصت وزارة الموارد المائية العراقية 600 مليون دينار عراقي (ما يعادل 411 ألف دولار) لصيانة السدة وإعادة تأهيلها بما يناسب مكانتها التاريخية.

المصدر