المراة العراقية
بدأت الحركة النسوية العراقية النشاط الاجتماعي العلني من خلال مجموعة من النساء المتعلمات من الطبقة الأرستقراطية في تأسيس أول نادي نسوي أطلق عليه أسم (نادي النهضة النسائية) عام 1923، ومن هن السيدة نعمة سلطان حمودة، السيدة أسماء الزهاوي، والآنسة حسيبة جعفر، والآنسة بولينا حسون، وعقيلات عبد الرحمن الحيدري، و نوري السعيد، و جعفر العسكري.
ساهمت المرأة في المجال الصحفي عند ظهور أول مجلة نسائية ( ليلى ) عام 1933 وكانت رئيسة تحريرها بولينا حسون التي طالبت بمنح المرأة حقوقها السياسية وبدأ تأسيس المنظمات النسائية الخيرية مثل الهلال الأحمر وجمعية حماية الأطفال وجمعية بيوت الأمة وجمعية البيت العربي.
كانت أول طبيبة عراقية عينتها وزارة الصحة، ارمنية، هي الدكتورة آناستيان، وهي أول فتاة عراقية دخلت مدرسة الطب في بغداد وتخرجت فيها سنة 1939.
الدكتورة سانحة أمين زكي أول فتاة مسلمة تدخل كلية الطب ولدت عام 1920 وأصدرت ذكريات طبيبة عراقية (لندن-2005) وتعتبر واحدة من بناة حضارة العراق.
الدكتورة سلوى عبد الله مسلم وهي أول طبيبة صابئية مندائية تخرجت عام 1956 وكانت مثال الأخلاق والطيبة المندائية وتميزت بخدماتها الإنسانية في مجال الطب العام والنسائية والولادة.
في مطلع الأربعينيات دخلت المرأة الحياة السياسية بتأسيس اللجنة النسائية لمكافحة الفاشية وكانت تضم بين صفوفها الطبقة الواعية من المثقفات وتم استبدال اسم هذه الجمعية إلى اسم الرابطة النسائية وأصدرت في عام 1947 مجلة باسم «تحرير المرأة» إلا أنها أغلقت بعد صدور عددين منها فقط.
أول من تخرجت من كلية الحقوق صبيحة الشيخ داود عام 1941 لعبت دورا رياديا اجتماعيا في النهضة النسوية العراقية ؛ فقد شاركت في مختلف الجمعيات الخيرية كالهلال الأحمر والأم والطفل والاتحاد النسائي ؛ وساهمت في كثير من المؤتمرات النسوية والإنسانية داخل العراق وخارجه ؛ فكانت صوتا أمينا دلل على رفعة المرأة وتقدمها وصدق كفاحها من اجل المساواة ا في الحقوق والواجبات.
عام 1945 تأسست جمعية المرأة العراقية المناهضة للفاشية والنازية برئاسة عفيفة رؤوف، وعضوية كل من نزيهة الدليمي وروز خدوري وفكتوريا نعمان وعفيفة البستاني وأمينة الرحال وسعدية الرحال ونظيمة وهبي.
تعْتبرُ المحامية أمينة الرحال أول امرأة تمارس مهنة المحاماة في العراق حيث إنها تخرجت في كلية الحقوق (كلية القانون) سنة 1943 وعملت في مكتب المحامي عبد الرحمن خضر ويقال أنها كانت أول امرأة في العراق تتولى قيادة سيارة.
المحامية الثانية في العراق فهي المحامية أديبة طه الشبلي التي قبلت في كلية الحقوق سنة 1949 وبعد التخرج عملت في المحاماة وفتحت مكتباً خاصاً لها في عمارة الخلاني في شارع الرشيد ببغداد.
ساهمت المرأة العراقية بدور فاعل ومميز في وثبة يناير عام 1948 لإسقاط معاهدة بورتسموث ولا تنسى (عدوية الفلكي) حينما تقدمت المتظاهرين، حاملة علم العراق، وقد تعرضت النساء للاعتقال.
كما ساهمت النساء في انتفاضة أكتوبر عام 1952 وبلغ عدد المعتقلات جراء ذلك 150 امرأة. وبتاريخ 10/ 3/ 1952 تأسست أول منظمة ديمقراطية جماهيرية باسم رابطة الدفاع عن حقوق المرأة ومن ابرز مؤسساتها : الدكتورة نزيهة الدليمي، الدكتورة روز خدوري، سافرة جميل حافظ، خانم زهدي، سالمة الفخري، زكية شاكر، زكية خيري وانا مبجل بابان. عينت نزيهة الدليمي أول وزيرة عام 1958 وتعتبر أول وزيرة بالوطن العربي وهي الوزيرة التي أثبتت المساواة بين الأنثى والذكر قانونا.
احتشد جمهور غفير في ملعب الكشافة، من عشّاق فريق الشرطة وأنصار نادي الجيش. كان ذلك عصر الجمعة في الرابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) وخلاله جرت أول مباراة نسوية مكشوفة بكرة القدم بين فريق كليّتي التربية الرياضية وفريق كلّية العلوم.
القاضية السيدة زكية إسماعيل حقي، أول قاضية في العراق ورئيسة اتحاد نساء كردستان حتى عام 1975.
ولا ينسى التاريخ الرياضيات سلمى الجبوري وإيمان صبيح وإيمان الرفيعي وباسمة بهنام. العداءة العراقية إيمان عبد الأمير في مسابقات ركض الـ100 متر حواجز، في 14,41 ثانية. و دور كل من زكية العبايجي وسالمة الخفاف وفائزة النجار وسهيلة كامل شبيب ونهى النجار في تأسيس نادي الفتاة العراقي في الخمسينات وكان للهيئة الإدارية واللاعبات دور كبير في رفد الحركة الرياضية وتطورها وفي جمع التبرعات بعد حرب 1967 وإيصالها إلى المخيمات في الأردن وسوريا وزيارة الجرحى في المستشفيات وتوزيع الهدايا عليهم.
وفي مجال الرسم برز اسم نزيهة سليم أكملت دراستها بالرسم عام 1947 وتخرجت في معهد الفنون الجميلة وكان يشار لرسومها ولقابليتها الفنية العالية.
ولدت الشاعر نازك الملائكة في بغداد، العراق، عام 1923، ونشأت في بيت علمٍ وأدب، في رعاية أمها الشاعرة سلمى عبد الرزاق أم نزار الملائكة وأبيها الأديب الباحث صادق الملائكة وتخرجت فيها عام 1944 بدرجة امتياز من دار المعلمين العالية.
ثم توجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للاستزادة من معين اللغة الانكليزية وآدابها عام 1950.
تجيد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية، بالإضافة إلى اللغة العربية. وتحمل شهادة الليسانس باللغة العربية من كلية التربية ببغداد، والماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكونس أميركا.
ولدت الشاعرة رباب الكاظمي في القاهرة وهي ابنة الشاعر عبد المحسن الكاظمي. بدأت تشعر في سن مبكر كانت تكتب عن الوطنية وحب الوطن.
ابتهاج عطى أمين ولدت في بغداد 1927 لقبت ب " بلبلة العراق الفريدة " 1943 التحقت بالجامعة في القاهرة ثم حصلت على ليسانس آداب ثم ماجستير" شعر العراق 1957" دْو خيال خصب في الأدب والشعر.
في ميدان الشعر المنظوم برزت (سافرة جميل حافظ) شاعرة هادئة لها ضربات إيقاعية في جل قصائدها، وجيدها ذلك الذي كانت تقوله في المناسبات.
الشاعرة الجريئة والأستاذة الدكتورة (عاتكة وهبي الخزرجي) التي ولدت في بغداد 1924، وتخرجت في دار المعلمين العالية سنة 1945، ثم حصلت على الدكتوراه من السوربون في باريس، وقد أصدرت ثلاثة دواوين شعر هي(أنفاس السحر - 1963، القاهرة) و (لآلآ القمر - 1965، القاهرة ) و( انواف الزهر - 1975 الكويت)، كما أصدرت مسرحية شعرية بعنوان مجنون ليلى نهجت في كتاباتها نهج أمير الشعراء احمد شوقي ويتميز شعرها باللون القصصي.
ولدت لميعة عباس عمارة ( العراق ) عام 1929 في بغداد تخرجت في دار المعلمين العالية عام 1950.
عملت مدرسة في دار المعلمات الأولية، وفى ثانويات بغداد إلى أن تقاعدت في السبعينات للتفرغ لحياتها الأدبية والشعرية. اشتغلت في أواسط السبعينات في منظمة اليونسكو. نشرت الكثير من إنتاجها، منذ كانت طالبة في دار المعلمين العالية في أكثر من صحيفة ومجلة عربية.
دواوينها الشعرية : الزاوية الخالية، 1960.
ولدت الشاعرة العراقية مقبولة الحلي 1929ميلادي انتظمت في كلية الملكة عالية ببغداد تخرجت فيها سنة 1953 ميلادي ثم عينت مدرسة للغة العربية في ديالى في متوسطة المقدادية مدة ثلاث سنين و عادت بعدها للتدريس في بغداد في ثانوية الحريري للبنات و بقيت مدرسة فيها حتى وفاتها عام 1979 وديوانها الحب الكبير الذي أشار إليه بعض الباحثين قد كان المضنون أن يطبع إلا أن هذا لم يحدث ولقد أحسن الدكتور احمد حميد كريم صنعا في جمعه ما استطاع من شعرها المنشور في تلك الصحف والمجلات وذلك في عمله ديوان مقبولة الحلي، دراسة وجمع وتحقيق، في مجلة كلية العلوم الإسلامية – جامعة بغداد.
ولدت (صروف العبيدي) التي أكملت دراستها في دار المعلمين الابتدائية سنة 1937، لها ديوان شعر أصدرته سنة 1955.
ولدت أميرة نور الدين سنة 1925 والتحقت بجامعة القاهرة سنة 1943، ونالت شهادة الماجستير سنة 1957 عن رسالتها الموسومة (الشعر الشعبي العراقي في العراق الأوسط). برز في فترة الخمسينيات في بغداد، اسم الأختين( فطينة النائب) (شاعرة ) و(ماهرة النائب) (قاصة ) ولها أخت ثالثة اسمها (سامية النائب) توفيت في سن السابعة والعشرين كانت تنظم الزجل والشعر العامي.
وقد شبههن الأستاذ الدكتور صفاء خلوصي في مقال كتبه في مجلة العربي سنة 1960 بالثالوث الانكليزي - برونتي Bronte شارلوت وآن واميلي. كانت ماهرة تتخذ لها شهرة (النقشبندي) تميزا لها عن شهرة النائب.
برزت (آمال الاوقاتي) في ترجمة قصة (مرحبا أيها الحزن) تأليف (فرانسو ساغان) من الفرنسية إلى العربية.
انتقلت القاصة (ديزي الأمير) بإبداعها القصصي ومواهبها الكتابية في القصة والرواية إلى الأجواء العربية يوم اختارت بيروت سكنا وموطنا ثانيا لها.
أما (مديحة بحري) فقد كانت كاتبة من الطراز الأول سكنت باريس في منتصف الأربعينات وكانت من أوائل السيدات العراقيات اللواتي عملن على الساحة الأوربية حيث افتتحت وأدارت محلات للكوافير، كما كانت دائمة الاتصال بالمجلات النسوية والمنتديات الثقافية، ومن مقالاتها المبكرة في جريدة الميثاق مقالاً بعنوان (في سبيل الوطن علموا أبناء الأمة التضحية) الصادرة في الأول من كانون الثاني سنة 1935.
كما نشرت في الموضوع نفسه بمناسبة استشهاد الطيارين العراقيين الخمسة كل من الآنسة (حليمة رؤوف) والآنسة (رزينة الزهاوي).
برزت القاصة (نزهة غانم) حين أصدرت أول مجموعة قصص لها في العراق بعنوان (المرأة المجهولة) في بغداد سنة 1934.
كما نشرت في الصحف مقالات متنوعة كل من (حميدة الحبيب) سنة 1940 و(افتخار الوسواسي) سنة 1947 و(حربية محمد) سنة 1953.
خيرية المنصور - المرأة العراقية الوحيدة التي ولجت ميدان الإخراج السينمائي وبرعت فيه وقدمت فيلمين روائيين طويلين وعشرات الأفلام القصيرة إضافة إلى مسلسلين تلفزيونيين.
وفي مجال الأعلام برز اسم فكتوريا نعمان في عام 1941 دخلت كلية الحقوق وكانت مع زميلتيها سمية الزهاوي ونزيهة فرج الطالبات الثلاث الوحيدات في الدفعة من مجموع مائتي طالب. وحدث أن استمع إليها مدير إذاعة بغداد، حسين الرحال، تلقي كلمة في حفل بالكلية، فأعجب بإلقائها ودعاها للعمل في قسم الأخبار. وبهذا أصبحت أول مذيعة عراقية عام 1943، وصل صوتها إلى المستمعين مرتين كل يوم، في نشرتي الرابعة عصرا والثامنة مساء.
من المربيات الفضليات في مجال التعليم والخدمة العامة، برزت (رفيعة الخطيب) و(سليمة زيتون) وأمت سعيد وافتخار الوسواسي وسعاد الاوقاتي وغنية الكاطع وصدوف الكاظمي وراجحة الدوري.
وأسماء أخرى حفرت على تراب الوطن ذكريات جميلة لا تنسى في المجالات العلمية والثقافية والأدبية والتربوية والسياسية طيلة هذه السنين.
واليوم أصبحت تصفق وتقول نعم لما يملى عليها أو تبتعد منزوية في البيت أو تقف على أسوار الوطن ودموعها تسيل.
هذه المرأة التي تربي الأجيال وتصنع القادة متى يعود اسمها لامعا يرفرف عاليا بعيدا عن كل أشكال العنف الذي تتعرض له لتهميش دورها أو حصره بالإنجاب أو بإلغاء الفكر.
لن تعود إلا بعد أن يتم إحداث تغييرات مجتمعية هامة تؤمن بدور المرأة بالمشاركة والمساواة والعدالة والقضاء على كل الأساليب التي تقيدها وتعامل كإنسانة لها الحق في الحياة.
لتعود رمزا للوطن وعنوانا لكرامته..
المصدر
- رابطة المرأة العراقية
- منظمة المرأة والمستقبل العراقية بقلم د. ندى الجبوري